الرستاق بلا فنادق!

 

طالب المقبالي

 

مما يؤسف له أنّ ولاية الرستاق من بين حواضر المدن والمركز الإداري لمحافظة جنوب الباطنة التي يرحل زوارها إلى الولايات الأخرى للإقامة في الفنادق وذلك لعدم وجود فنادق بالولاية.

فقبل أيام شهدت ولاية الرستاق مهرجان الرستاق العربي للمسرح الكوميدي في نسخته الثانية والذي استقطب عددا من الفنانين من مختلف دول الخليج والدول العربية، وتم تسكين ضيوف المهرجان في المنتجعات والفنادق الموجود في كل من ولايتي المصنعة وبركاء.

إنّ ولاية كولاية الرستاق بمكانتها وعراقتها قديماً وحديثاً لا تستطيع أن تحتضن ضيوفها على أرضها لأمر محزن، وهذا يحتاج إلى مراجعة وتمحيص من قبل وزارة السياحة، وأي جهات أخرى معنية.

في المقابل نعترف بأنّ أصحاب رؤوس الأموال في الرستاق لا يهتمون بهذا الجانب، وإنّما همهم الربح السريع من خلال بناء بنايات تؤجر كشقق للموظفين والعمال، وكذلك محلات تجارية تؤجر لأصحاب الأنشطة التجارية، أو بالأحرى للعمالة الوافدة، في حين توجد بنايات حديثة صالحة لأن تكون نزلاً وفنادق، أو تكون شققاً مفروشة للإيجار لتنشيط السياحة في الولاية، وهذا لا يتأتى طالما الثقافة السائدة لدى أصحاب رؤوس الأموال لم تتجاوز التفكير في تحصيل الإيجارات الشهرية، في حين أنّ الفنادق والشقق الفندقية تعتبر واجهة للولاية وخدمة عامة من الخدمات التي تنمي الجانب السياحي في البلاد، خاصة وأنّ زوار الرستاق الآن بحاجة إلى توفير مثل هذه المرافق أكثر من ذي قبل بعد افتتاح طريق الباطنة السريع.

كما أنّ الولاية بحاجة إلى مطاعم وأسواق سياحية، ومحلات لبيع المواد الاستهلاكية لخدمة عابري طريق الباطنة السريع.

فقبل أيام قرأت تغريدة من أحد الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي يذكر فيها أنّه مسافر من مسقط فجراً عبر هذا الطريق، فاختار الرستاق كمحطة استراحة أولى للتوقف ولتناول وجبة الإفطار قبل مواصلة الطريق، وكانت منطقة الحزم هي أقرب نقطة من طريق الباطنة السريع على طول الخط، ولكن للأسف وجد جميع المقاهي والمطاعم والمحلات مغلقة، ويقول إنّه تعمق إلى داخل الرستاق لمسافة عشرة كيلومترات وكانت جميع المرافق التي ينشدها مغلقة.

ومن هنا أناشد وزارة السياحة بالاهتمام بهذه الولاية واستغلال مرور طريق الباطنة السريع كون الرستاق هي المحطة الأقرب من الطريق من مسقط إلى شناص، كما أناشد التجار وأصحاب رؤوس الأموال في الولاية تغيير فكر سبعينيات القرن الماضي، والاتجاه نحو الاستثمار السياحي، فهذا هو وقته.

 في شهر رمضان الماضي استضفت في منزلي أحد الأصدقاء الأعزاء من رجال الأعمال في الولاية -رحمه الله- وعرضت عليه فكرة تحويل أحد المباني التي يمتلكها والمؤجرة لإحدى المؤسسات الحكومية كي تكون فندقاً صغيراً كبداية، وأن أتولى إدارة الفندق بحكم خبرتي في الأعمال التجارية لثلاثة عقود ونصف.

الرجل رّحب بالفكرة، وكانت النية موجودة لديه، إلا أنّه لم يجد الوقت لتنفيذها خاصة وأن إدارة الفندق تتطلب تركيزا ومتابعة، إلا أنّ قدر الله كان الأسرع حيث انتقل إلى الرفيق الأعلى قبل تنفيذ المشروع.

وهناك قصص وقعت لزوار خليجيين قدموا خصيصاً للاستشفاء من مياه عين الكسفة الكبريتية الذي تجاوز صيتها حدود الوطن، فأول مطلب للزوار هو السكن ومن ثمّ البحث عن الأماكن التي قدموا من أجلها، فيتم توجيههم إلى الولايات المجاورة، وهذا بحق لأمر مؤسف.