نفحات نوفمبرية

 

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

إحساس لا يُمكن لأي عماني أن ينكره منذ إطلالة شهر نوفمبر المجيد، نوفمبر الخير والبشائر، وهو بالفعل شهر للخير والعطاء المتدفق الذي عودنا عليه السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه-.

فقد كان شهرًا للعطاء، شهرًا للمكرمات، شهرًا يهل علينا خيره ليعم، كل منزل، وينعم به كل مواطن؛ فهناك المكرمات بزيادة الرواتب، ومكرمات، الإعفاءات من الديون البنكية التي تخص الإسكان، وهناك مكرمات بزيادة رواتب المتقاعدين، ومعاشات أسر الضمان الاجتماعي، وهناك بشائر بالإفراج عن السجناء وإطلاق سراحهم والتي ينتظرها أهالي وذوو المسجونين. وهناك مكرمات عديدة تتصادف مع هذا الشهر الكريم، الشهر المجيد، الشهر الذي يحمل المسرات والأفراح لقلب كل عماني.

ولإيمانه العميق بحب الشعب لهذا الشهر الكريم وتقديرًا وعرفانًا لجلالة السلطان الخالد في قلوبنا جميعًا جاءت التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله بتثبيت احتفالات البلاد بالعيد الوطني في الثامن عشر من نوفمبر من كل عام، وهذا يؤكد أن جلالته ماضٍ في إسعاد هذا الشعب الذي يتطلع إلى المكرمات السامية في هذا الشهر الجميل الذي يتمتع بنفحات عطايا القيادات الحكيمة لقادة هذا الوطن.

وبالفعل هذا ما لمسناه في العهد المتجدد الذي يُواصل مسيرته بخطى ثابتة ومدروسة، وتتوالى المكرمات دون انقطاع.

لقد فتحنا أعيننا على احتفالات البلاد في هذا الشهر المجيد، وكنَّا في سبعينيات القرن الماضي نتسابق منذ بداية نوفمبر في التجهير لاحتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد، ومن حسن الطالع أنني بدأت المشاركة في الإعداد والتنسيق والتنظيم لاحتفالات البلاد بالعيد الوطني منذ العيد الوطني الأول وعلى مدى 52 عامًا لم نكل ولم نمل، بل يزداد حبنا وولاؤنا لهذا الوطن ولقادته الذين نكن لم كل الحب والولاء والإخلاص.

وقد كتبت عن احتفالاتنا بالأعياد الوطنية في العقود الماضية التي تتسم بالعفوية والبساطة، وتتميز بالتلاحم والعمل الجماعي التطوعي خدمة لهذا الوطن العزيز.

لقد كان وما زال لهذه الاحتفالات وقع خاص في نفوس العمانيين، والدليل على ذلك قيام المواطنين بتزيين منازلهم وسياراتهم تعبيرًا عن فرحتهم بهذه المناسبة الجليلة، ويتكبدون مصاريف كبيرة وهم غير مرغمين على القيام بذلك ولكن الوطن وسلطانه فوق كل الحسابات، وهو تعبير وطني نابع من حب الوطن وحب قادة مسيرته المظفرة التي انطلقت بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، ومواصلة المسير والمضي قدمًا بقيادة متجددة يقود مسيرتها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله.

وفي كل بيت نجد الفرحة قد عمت الصغير قبل الكبير، ويتسابق أطفالنا إلى المكتبات لشراء الأوشحة والأعلام والملصقات المعبرة عن الفرحة العميقة بهذه المناسبة الوطنية الغالية.

نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا الغالية ويحفظ قائد مسيرتها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم أيده الله.