مشاهد من موسم الخريف

 

حمود الحاتمي

(1) صلالة جنة عُمان

في فصل الصَّيف، يأخُذك الشوق إلى صلالة -جنَّة عُمان- لقضاء أيام سعيدة؛ حيث الأجواء الخريفية الرائعة، والصعود إلى أحضان جبالها الخضراء، لتُنْسِيك عناء عمل عام، وتجدِّد النشاط، وتخلق ألقة أسرية قلَّما تتكرَّر خلال عامٍ كامل.

أُسَر عُمانية من مُختلف مُحافظات السلطنة تفترشُ البساطَ الأخضر، وتتباعد ليس ببعيد من أجل الخصوصية، وتقارب في العلاقات.. مشهد أكثر من رائع كان في ظفار.

 

(2) بنية أساسية تشهد تطورًا

كل عام نَشْهد الكثيرَ من المشاريع المختلفة في ظفار التي تخدم السياحة، ولعل أهمها مشاريع الطرق، والجسور والتقاطعات قد نظَّمت الحركة المرورية، وقللت الاختناقات المرورية، والمشاريع الأخرى التي تخدم السياحة.

 

(3) عين أكور

كَثُر الحديثُ من خلال السياح عن عين أكور التي تقع بالقرب من ريسوت، وكأنَّ السياح قد اكتشفوا بالصدفة هذا المزار السياحي الرائع.. وما كان يعرض من شلالات دربات وغيرها لم تشهدها عيني على الرغم من زياراتي المتكررة، ولكن قد يلتقطها المصورون وقت هطول الأمطار. أمَّا شلالات عين أكور، فهي شاهدة على جمالية المكان، وكم تعجَّبت أنه لم يُسلَّط الضوء عليها، ومع ذلك وجدتها تعجُّ بالسياح.

وكم تألمت حينما وجدتها بدون خدمات تذكر: لا طرق مسفلة، ولا لوحة إرشادية سياحية تدلُّ عليها، ولا دورات مياه...إلخ، وكأنَّ هذه العين قد سقطت سهوا من حسابات الجهات المعنية.

 

(4) طريق نزوى - ثمريت

البدء في مشروع ازدواجية طريق نزوى-ثمريت من المشاريع المهمة التي يتطلع السائح إلى ظفار إلى إنجازها، والبشارات المفرحة هي بدء العمل هناك، وسوف يحد من الحوادث المميتة التي تحصُد أرواحَ الكثير من الأسر.

ومع ذلك، فإنَّ سُلوكيات من بعض قائدي السيارات من الدول المجاورة بحاجة لضبط أكثر حيث السرعة الهائلة والتجاوز الخاطئ وسلوكيات أخرى، وكانت السبب في تلك الحوادث رغم الجهود المخلصة من شرطة عُمان السلطانية في مُراقبة الطريق والتوعية المرورية.

 

(5) فوضى في سوق الشقق المفروشة

قام بحجز شقة مفروشة كان يعتقدُ أنَّها من أفضل الشقق التي ستأوي عائلته نظرا للمعلومات الواردة في الإعلان عن طريق الموقع إلكترونيًّا، وحينما وصل تفاجأ بالمكتب يُغيِّر له الشقة في مكان ليس بالمكان الذي حجزه فيه.. شقة سيئة الخدمات!!

طرق أبواب الجهات التي كان يعتقد ستُنصفه، وكلها اعتذرتْ له، وقالت العقود التي توقعها مع المكاتب تبقى صورية، ولا يُعتد بها.. كان ذلك رد بلدية ظفار!

ويتساءل مَنْ أعطى لهذه المكاتب التصاريح؟ وهل يتم مراقبتها، كل الشقق كانت بإدارة العمالة الوافدة التي تتحكَّم في الأسعار حسب توقعاتهم للأعداد القادمة للمحافظة، ويتغير السعر كل يوم، ناهيك عن مستوى النظافة السيئ. من يَحْمِي حقَّ السائح من العبث الذي يُمارسه أصحاب مكاتب الشقق المفروشة؟!

 

(6) مهرجان البلدية الترفيهي

شَهِد المهرجان هذا العام نقلة نوعية بمشاركة ولايات السلطنة بأعمالها المتميزة، وكذلك التواجد الشرطي المطمئِن الذي يرصد السلوكيات اللا مسؤولة من بعض الزوار، وشهد تنوُّعًا في المعروضات بين جنبات المهرجان، لكن يبقى حض الأطفال ناقصا لغلاء أسعار العاب المهرجان، وعدم قدرة الأهالي على دفع مبالغ ألعاب متكررة.. فأين حق الطفل في المهرجان؟!

ختاما.. يبقى مَوْسم الخريف محطَّة سنوية من محطَّات سياحتنا المحلية لروعة المشهد وتفرده، والمشَاهِد التي ذُكِرَت سلباً لا تَطْمِس الجهودَ المخلصة التي قامت بها الجهات المعنية، وطموحي كعُماني أنْ تبقى ظفار قبلة السائح واستدامة السياحة، ونحو موسم خريفي أكثر ألقاً ومتعة.

alhatmihumood72@gmail.com