حمود بن علي الحاتمي
بين الفينة والأخرى يخرج علينا المُفكر العم حمدان بن سيف الضوياني بمقالات لتشكيل الوعي في المجتمع تارة ويسجل حضوره في مداخلات مثرية في الندوات الثقافية واللقاءات العامة مُسخِّرًا تجربته الثرية في الحياة.
ولقد شاهدتُ مقطعًا مرئيًا له يتحدث فيه عن أهمية إقامة مركز ثقافي بولاية الرستاق، ودافعه في ذلك أن الرستاق ذات تاريخ عريق وأول عاصمة للدولة البوسعيدية وقبلها دولة اليعاربة فهي ذات إرث حضاري موغل في القدم.
ولذلك الامتداد الحضاري يرغب العم حمدان أن تستمر الرستاق لتشكل الوعي لدى شبابها، إلا أنَّ كل الممكنات معطلة وما تقوم به اللجنة الثقافية بالنادي من فعاليات لا تفي وهي تتشابه مع إدارة والأوقاف والشؤون الدينية في فعالياتها من ندوات دينية ولا ننكر أن لها من التأثير في تشكيل الوعي وندين لها بالفضل في ذلك.
غير أنَّ شريحة أخرى من المجتمع تستهويها فعاليات أخرى مثل أصبوحات شعرية ومسائيات في المسابقات والمسرح الذي كان حاضرا في الثمانينات والتسعينات.
كنت أفكر: لماذا العم حمدان يحمل هم الثقافة في الرستاق.. لعل ما يلحظه من أحداث جعلته يتوصل إلى قناعة بوجوب إنشاء مركز ثقافي يستوعب أفكار وطموحات الشباب ويشبع رغباتهم ويصقل مواهبهم.
ومشاركة مني له في الفكرة فأنا أدعو إلى تشكيل الوعي قبل إنشاء المراكز؛ فالوعي هو الذي يشكل الثقافة. ومتى امتلكنا الوعي فسوف نحسن الاختيار مع كل استحقاق انتخابي ونحسن التصرف فيه بمسؤولية وطنية. وسوف ندافع عن قيمنا ونرعى أحلامنا. ومتى امتلكنا الوعي لن نسمح للمتسلقين بالصعود على أكتافنا.
الوعي يفتح لنا آفاقاً نحو تحقيق الطموحات.
الوعي سوف يكف أيدي من يحاولون شراء أحلامنا وأصواتنا ببضعة ريالات أو مصلحة مقضية.
متى ما امتلكنا الوعي سيجعلنا نقود من نختاره لمؤسساتنا الأهلية المجتمعية ودوره فاعل فيها.
متى ما امتلكنا الوعي سيبني المركز الثقافي وغيره وبالوعي يعلو شراع المُستقبل.
وبالوعي طموحاتنا فوق هام السحب.
فقط نحتاج إلى تغيير القناعة وسيتشكل الوعي.
