لا تقسوا على "الأحمر الصغير"!

 

أحمد السلماني

خرج منتخبنا الوطني للناشئين المستضيف مبكراً من بطولة غرب آسيا بعد أن حصد فوزا وحيدا على لبنان وتعادل عادل وصعب أمام العراق وخسارة مستحقة أمام المنتخب اليمني المتخصص والذي تصّدر المجموعة بعد أن حقق العلامة الكاملة فضلاً عن أنه بطل لذات البطولة في آخر نسختين.

وبعد الخروج مباشرة، دخل الوسط الكروي وخاصة الطيف الإعلامي في نقاشات (واتسابية) معمقة واشتعلت منصة "X" في موجة نقد، بعضها متزن وأخرى قاسية على منتخب يافع و"توه يقول بسم الله" وأمامه مشوار طويل جدا من البناء لكي يصل لمرحلة النضج ويشتد عوده ويزداد صلابة وبالتالي يتمكن من اختزال قدرة تنافسية تصل به لكأس العالم.

وإذا عدنا إلى أصل وطريقة تشكيل هذا المنتخب فإنه كان نتاج لتعاون بين الاتحاد الرياضي المدرسي واتحاد كرة القدم وذلك من خلال تجمعّات للمواهب تمت بالتنسيق مع الأندية والفرق الأهلية، وحسب تصريحات الجهازين الفني والإداري فهؤلاء اللاعبين كانوا صفوة الصفوة من مختلف المناطق.

هذا النهج كنَّا ننادي به في ظل ضعف مسابقاتنا للفئات العمرية وعدم اهتمام الكثير من أنديتنا على الاهتمام ببناء هذه الفئات وفي أحيان كثيرة تشارك في مسابقات الاتحاد مجبرة وأداء واجب، هنا كنا ولا زلنا نقول عن الجهد المشكور في تشكيل هذا المنتخب بأنه كان مبتورا، وهؤلاء الفتية ليسوا هم صفوة الصفوة، لا لسوء في المستوى بل على العكس فقد أظهروا قدرات جيدة قياسا بأعمارهم إنما هناك من هو أفضل وأجدر ولكن الظروف حينها لم تتأتَ لكثيرين لسبب أو آخر حتى يراهم الجهاز الفني.

هناك أيضا من قدّم مستويات جيدة بدوري تحت 17 عامًا ولكن يبدو أن الباب قد أغلق على الخيارات الحالية، وهناك من تم تزكيته من مدربين وغيرهم ولم تسنح له الفرصة.

إن الاستحقاق القادم لمنتخب الناشئين سيكون في الثلث الأخير من شهر أكتوبر 2024 وبالتالي فإنَّ الفرصة كبيرة لدى مدرب المنتخب لتوسيع قاعدة الاختيار خاصة وأن دوري هذه الفئة لا زال مستمرا ووصل للمراحل الأخيرة وهناك أندية أشهرت حديثًا ويقدم ناشئوها مستويات مبهرة، وستشكل إضافة ودعامة لمنتخب الناشئين.

لذا.. من المهم بمكان إعادة النظر في قائمة المنتخب واستمرارية خضوع هذا الفريق للكثير من المعسكرات الإعدادية والزج بهم في مختلف البطولات وليست المباريات الودية لنضمن تشكيل منتخب الأمل القادر على الوصول إلى كأس العالم والذي حققنا فيه في يوم ما المركز الرابع وكنَّا ولا زلنا نتغنى به، بعد أن غبنا عن المونديال الصغير لما يقارب العقدين من الزمن ونحن من كنَّا في يوم ما رقما صعبا عالميا، فمن المسؤول عن هذا التراجع المريع؟!!

الإجابة يعرفها الجميع، فلا يجوز التغافل عنها والله المستعان، فإلى متى هذا الوضع المؤسف؟!