ماذا نقصد بالترويج السياحي؟

يوسف بن علي البلوشي

تطفو على السطح مع كل إجازة مسألة توفير الخدمات المختلفة، وأنّ نقصا في المرافق لا يزال يسود الولايات ويغزوها، ونفتح تبعا لذلك الوسم الإلكتروني ونكيل التهم والنكوص في المؤسسات وفي ذلك وغيره.

ونسحب على ذلك القصور ليشمل وزارة السياحة وغيرها إن وجد، دون أن يقوم أحد من المستثمرين مثلا بإيجاد حلول استثمارية لمثل هذه المشاكل، إذا ما اخترنا أن العملية السياحية متعددة الأركان تشمل السائح والمستثمر والمواطن نفسه في كثير من الأحيان.

ولم تعد وزارة السياحة الكيان السياحي التنموي الذي نطلب منه أن يقوم ببناء الاستراتيجيات لقاعدة متينة ومستقبل أفضل للمنظور السياحي بأن تكون جهة توفير كل المرافق، يجب أن يتحمل ذلك كل أقطاب السياحة المحلية، وإيجاد بدائل استثمارية كمثال في دورات المياه مدفوعة الأجر والرسوم التي بكل تأكيد ستكون أكثر نظافة وألقا.

كتبت مثل كثير من الزملاء من الكتاب والصحفيين مقالات عدة عن الترويج السياحي الأمثل للسلطنة والولايات ككل فقد أصبح الأمر يتطلب جهدا مضاعفا وعقلا متفتحا وتطويريا نحو وضع السلطنة في مصاف الدول السياحية الأولى، ولعل مساعي وزارة السياحة في ذلك واضحة، وكان آخرها في نوفمبر الفائت، حيث أضع للقارئ بين يديه مقتطفا من هذه الزيارة التي عقدها مسؤولون من السياحة في عدة اجتماعات مع كبريات شركات السياحة والسفر في مملكة هولندا وبريطانيا وغيرها للترويج للسياحة في السلطنة. وناقشت الاجتماعات تطورات الأسواق السياحية وفرص الاستثمار السياحي وآفاق التعاون بين الوزارة والشركات السياحية لتعزيز التعريف بالمقومات السياحية التي تزخر بها السلطنة في السوق الهولندي والبريطاني؛ الذي يعد من أهم الأسواق الأوروبية المصدرة للسياحة.

وكانت هذه الاجتماعات قد ناقشت أيضا المستجدات في القطاع السياحي بالسلطنة والتسهيلات المقدمة لجذب المزيد من السياح. واستمع معاليه إلى أفكار عدد من الشركات السياحية العالمية للاستثمار في قطاع السياحة والاستفادة من المقومات الطبيعية التي تتميز بها السلطنة. فتبعا لذلك يجب أن تتكامل الأدوار من خلال عدد من المؤسسات كبلدية مسقط ووزارة السياحة وأيضا وزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي أيضا تقوم بمسالة الترويج السياحي والديني للقيم، وكذلك جهات أخرى من المؤسسات المدنية لتعقد مثل هذه اللقاءات مع كل منظومة تخصها وفتح أبواب الاستضافة المبدئية لجهات مماثلة ثمّ تقديم التسهيلات اللازمة لها لكي تستقطب السلطنة السياح بمختلف أجناسهم، ويجب اختيار الجانب التسويقي الأمثل في الترويج أيضا للسلطنة يبدأ من أصغر الأشياء واستغلال وجود المشاهير أثناء زياراتهم المختلفة للسلطنة.