لماذا الخدمات المصرفية؟

 

يوسف بن علي البلوشي

شدني الحوار الذي دار في إحدى الإذاعات الخاصة مع مسؤولين في أحد البنوك الرائدة بسلطنة عُمان، وتعبيرهم الكبير عن الحرص على تنمية وتأمين الحسابات المصرفية التي تضع كل من يشك في أنه يودع أمواله أو يقوم بخدمات بنكية أنها قد تتعرض مثلا للاختراق أو أن حساباتهم تخصم منها رسوم دون وجه حق، ولكن يتبين الحرص الشديد من موظفي القطاع في تمتين البنية المصرفية بكل ما تستحق من حرص وحذر وتمكين.

تقدم البنوك عددًا من الخدمات المصرفية التي يحتاج إليها العملاء، وتحرص على أن تكون إمكانية الحصول على تلك الخدمات سهلةً وميسرة حتى تستقطب أكبر عدد ممكن من العملاء، وحال البنوك كحال المؤسسات والشركات التمويلية إذ إنها مؤسسات ربحية ولها مساهمون ينتظرون نسباً من الأموال التي تدخل في حسابات المساهمين وبالتالي تختلف طرق الربح باختلاف الإجراءات المتبعة لديهم.

كما أن البنوك مثلها مثل مؤسسات التمويل والشركات الأخرى التي تحتاج إلى الربح بل وفيها مساهمون بحاجة إلى كسب حقيقي وأدوار يقوم بها البنك لكي يبرز في عمليات التفوق المصرفي وتحسين الخدمات وتوفير الشبكات المنتشرة على مستوى المنطقة.

نعلم جيدًا أن القطاع المصرفي يقوم بدور حيوي في هذه المرحلة لعلاج العديد من الإشكاليات الاقتصادية، وقيادة التحول الاقتصادي المفروض جراء جائحة كورونا وتدهور أسعار النفط، وقد يرى الكثيرون أنها جديدة عليهم ولكنها تمارس على مستوى العالم بشكل دائم ومنها فرض رسوم الخدمات، لا يمكن بأي حال أن تقوم أي مؤسسة في الوقت الراهن بتقديم خدمات مجانية رغم أهميتها العالية ولذلك نرى أن خدمات الرسوم التي يقوم بها القطاع المصرفي ليست بجديدة ولذلك نجد أن بعضها يجد سخطا رغم قدمها ونعلم جيدا أن البنك المركزي يقوم بالمراجعة الدورية لرسوم الخدمات المصرفية وتحديثها، وفق ما يتم الموافقة عليه والترخيص له من منتجات والرسوم المصاحبة لها.

وأشيد في هذا المقام ببنك مسقط ذي الخدمة الرائعة في توفير شبكات متوزعة ومنتشرة في ربوع سلطنة عُمان، كما إن مستوى الشفافية العالية في توضيح الرسوم التي تتطلب دفعها من الزبائن أو المتعاملين لاسيما التي تكون متعلقة بالحسابات وسرعة تجاوبهم في إيضاح أي غموض تكتنف المطلوب معرفته من قبل المتعاملين.