صلاح الخير يا مصر

 

وليد الخفيف

مصرُ عادت شمسُكِ الذهبُ تحملُ الأرضَ وتغتربُ .. ومن أفق فسطاطها في الشرق قد طلعت شمسٌ إذا غاب قرص الشمس لم تَغِب .. وبناة الأهرام في سالف الدهـــر كفوني الكلام عند التحـــــــدي، أنا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته فرائــد عقدي .. إنِّها مصر العظيمة التي عمَّ أرجاءها الفرح، فوجد شعبها من يحنو عليه، إنه محمد صلاح الراعي الرسمي لسعادة المصريين والعرب، فمن قلعة الجيش الباسل في برج العرب سطر المصريون بمؤازرة عربية حاشدة عودة مظفرة للمونديال لتنتهي الحقبة الظلماء.

آمال وطموحات انتهت في مرات عدة بأحزان وحسرات، فمع تبدد آمال التواجد في المونديال كل مرة انفطرت قلوب المصريين حزنًا، حتى ابتعد الحلم وبات كصعود أهرام شاهقة، فالحظ العاثر الذي أدار ظهره 28 عامًا رافضًا أن يبتسم لقاهرة المُعز، أجبر على ابتسامة كسرت فكه وحطَّمت أسنانه بأيدي رجال أشداء ليوقع صلاح من ميدان الجيش ببرج العرب بالإسكندرية عقد التواجد في روسيا عابرا بأهله وناسه إلى بحر قزوين.

 الأفراح التي انطلقت من مصر عمَّت ربوع وطننا العربي الكبير من الخليج إلى المحيط، فلأنها مصر فرحت عُمان، ولم لا؟ فالجسد يعشق الروح والروح لا تفارق الجسد. ولأنها مصر فرحت الإمارات وشعبها فتوشحت أبراجها العالية بعلم مصر. فهل تطير يا نسرٌ العلم لتجوب سماء العز في أبوظبي ودبي والعين لتخبر أهلها ثناء الأزهر والسيدة زينب والمنيرة والحلمية وخان الخليلي؟ ولأنها مصر فرحت الدوحة الغراء ومنامة الخليج وتاجها، وصولاً لعاصمة الإسلام وحصنه مكة المكرمة، لتقطع مشياً على الأقدام بحر الرمال العظيم غير عابئ بالخطر قاصداً أهل حمير وسبأ ومعين باليمن السعيد، فيا نسر مصر أطرق أبواب الأردن فألقي السلام على عمّان والزرقاء والعقبة وأحمل معك الخير وجدد عهد القضية مع فلسطين الحرة، وأبق لديها فاسعد بعودة غزة لأحضان القاهرة، وطر إلى تونس الخضراء فاخبر نظيرك القرطاجي أننا بانتظارهم على أبواب روسيا، واعبر بسلام لأسود الأطلسي وأخبره أن يلحق بنا، وأمسح الحزن عن الخضر بلد المليون شهيد وبشرهم بنصر قريب، وتمهل أيها النسر وأنت تعبر النهر الخالد من الجنوب لتبلغ السودانيين حاملي الخير شكرنا، ثم امض من طيبة إلى آثار أجدادك بالأقصر حتى تعود إلى مكانك بقلب مصر فسطاطها وانتظر نصرا جديدا تحمل معه الحب لأشقائك.. فمن لم تكن أوطانه مفخرة له، فليس له في موطن المجد مفخر، فسلمت يا موطن الأمجاد والكرم يا موطني يارفيـــع القدر والقيم.