قابوس.. قصة عطاء ونجاح

 

علي بن بدر البوسعيدي

سيبقى الثامن عشر من نوفمبر المجيد يومًا فريدا في تاريخ الوطن.. يوم أنار الطريق أمام أبناء عمان للسير قدما في خطى التنمية والتطور.. نور أضاء عمان كلها من أقصاها إلى أقصاها.. فما إن استوى قابوس المفدى شابًا حتى دفع به السلطان سعيد إلى أفضل مدرسي عمان، لينضم بعدها مبتعثا إلى بريطانيا حيث أكبر كليّة عسكرية في العالم كلية سانت هيرست العسكرية ليعود إلى عمان غانما، محملا بالمعرفة والعلم والتجربة التي استقاها مما يدور في العالم حينها، كان جلالته يحمل هم دولته ومشغولا بالتفكير في بناء مستقبل بلاده.. وقد تم له ما أراد حين كتب الله لعمان عهدا زاهرا في ظله، فما أنّ حط طائره الميمون بمسقط عام 1970 حتى بدأ جلالته يحصد ثمار همه وحبه للوطن، ولاحت تباشير الفجر وتحقيق الحلم.. فتكللت المهمة بنجاح، حيث استطاع جلالته جمع أبناء الوطن على صعيد واحد وكلمة سواء.. فتبدل الحال رخاء، وأضحت الطريق نحو المجد واضحة لا تخطئها العين ولا البصيرة..

أذكر أنّه في العام 1970 بعد وصول جلالته إلى مسقط انتظمت الاحتفالات العاصمة فخرجت الجموع مهللة مكبرة، وخرج الرجال والنساء لاستقباله بعفوية حقبة السبعينيات المتواضعة كما توافد أبناء الولايات الأخرى على مسقط متجشّمين مشقة السفر والترحال نظرًا لعدم توفر وسائل النقل في تلك الحقبة إلا أنهم جاءوا ليكونوا جزءا من هذا الحدث المميز.. توجه موكب جلالة السلطان من مطار روي إلى مسقط العامرة ليحط الرحال في قصر العلم الذي لم يكن مهيئًا بعد.. وما إن تولى صاحب الجلالة مقاليد الحكم حتى توالت الإنجازات والتغييرات الجذرية في البلاد وقد كان التركيز في البداية على التعليم، حيث تم إنشاء العديد من المدراس بعدما كانت مدرسة واحد فقط في مسقط، وأنشئت كذلك المستشفيات وجميع المرافق الخدمية الأخرى.. فعلى مدى 46 عامًا وبفضل الرؤية السديدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله وأبقاه- حققت السلطنة نقلات نوعية في كافة المجالات مما مكنها من التحول إلى دولة عصرية تصطف جنبًا إلى جنب مع الدول المتقدمة وترتكز في ذلك على القيم الأصيلة والموروث الحضاري.

وبفضل قابوس رجل السلام غدت عمان اليوم اسمًا مرادفًا للأمن والأمان، فصارت عمان بما تحمله من حصافة دبلوماسية علمًا يشار إليه بالبنان، وفاعلا دوليًا في المنطقة تحرص على نشر السلم والأمن الدوليين، ونزع فتيل التوتر عن دول المنطقة؛ والأمثلة على ذلك كثير.

دامت عمان،،،