خلفان الطوقي
لكل فرد أولويات في حياته؛ فالبعض يحدد هذه الأولويات، ومن يحددها تجده يسعى لتحقيقها، أما البعض الآخر لم ولن يحقق أولوياته، لأنه ببساطة لا يعلم كيف له أن يُحددها، وتجده يعيش الحياة بعشوائية، وما ينطبق على الأفراد، تجده ينطبق مع المجتمعات والدول.
كما هو معلوم أن للسلطنة رؤية وهي الرؤية الوطنية "عُمان 2040"، ولديها طموحات عالية، ولكن عند السؤال عن: ما الأولويات الوطنية؟ فلن تجد جواباً شافيًا واحدًا؛ بل لكل مسؤول أو جهة حكومية جواب أو نظرة تختلف عن بقية المؤسسات الحكومية الأخرى.
ومن هنا تأتي أهمية تحديد أهم 5 أو 6 أولويات وطنية، وتكون مُعلنة للجميع، ويعمل الجميع على تحويلها من شعارات جميلة مكتوبة إلى واقع معاش قدر الإمكان، وإن لم تتحقق الأولويات جميعها، فعلى الأقل السعي المركز والحثيث على تحقيق ما يمكن تحقيقه، وتوفير الأرضية المناسبة لتحقيق ما تبقى.
عندما تعمل جميع المؤسسات الحكومية بروح الفريق الواحد على أولويات وطنية واضحة، فإنَّ تحقيقها سيكون أسهل بكثير من العمل بمسارات عديدة في ذات الوقت وبجهود مشتتة، ويمكن تمثيل ذلك كاللعب في مباراة قدم بدون وجود أولوية وهو الفوز بهذه المباراة، وإنما قضاء وقت والتسلية لبعض الوقت، ولكن مع وجود أولوية وبخطة مكتوبة للمدرب، ويشاركه في التنفيذ الطاقم الفني المساعد والاداري واللاعبون كلٌ حسب الجانب الذي يعنيه، فإنَّ النتيجة ستكون إما الفوز أو التعادل أو الهزيمة، وفي كل الأحوال سيعرف لماذا تحقق الفوز أو لم يتحقق، ويمكن معاودة المحاولة، وإجراء التعديلات المناسبة في المستقبل.
وبناءً عليه، فكلما كانت "الأولويات الوطنية" مكتوبة ومحددة، فإنَّ الخطط التنفيذية يمكن تحديدها بسهولة، وتوزيع الأدوار والمسؤوليات سيكون غاية في السهولة، وتحديد الإطار الزمني بدقة فائقة، والأهم من هذا وذاك تحقيق الأولويات الوطنية بحذافيرها أو الاقتراب من تحقيقها قدر الإمكان، وهذا أضعف ما هو مطلوب.