الصمود اليمني الفلسطيني

 

حمد الناصري

 

يتعرّض الشعب اليمني الأصيل لإحدى مَظلوميّات التاريخ الكُبرى، في صورة عُدوان ظالم لا يُمكن أنْ نتحدّث عنه أو نُعبّر عن شَعب عظيم خبَر الحروب وكشف أنساقها وقاوم أكبر طواغيتها بأقلّ عتادِ عنده، تلقّى ضربات قاسية، دُمّرت البنية التحتية، قاوم جيوشا ضَخمة ومُرتزقة ومُتطرفين يَنوبون عن أعتى الدول المُتطورة بمعداتها ودعمها اللوجستي وقوات ضخمة برًا وبحرًا وجوًا.

عدوان أمريكي وتحالف صهيوني قاد الحرب على اليمن الأصيل، دُول كبيرة هَيْمنت على العالم ولم تزل تقود العالم بهمجيّة، وتدعم صراعات قاسية في عالمنا العربي، سوريا والعراق وليبيا وفلسطين وكان آخرهم اليمن الأصيل مَقبرة الغُزاة.

وقد أظهر رجال اليمن أنهم مدرسة الحروب والقتال وأكاديمية للمُقاومة الأمريكية في المنطقة.. قاتلوا بقوة وبسالة وتمرّس قتالي، وخاض رجال اليمن الأصيل حروبًا دامتْ سِنين، بذلوا كُلّ ما يستطيعون في حدود إمكانياتهم الضعيفة، حاربوا في صُمود مُنقطع النظير، وسطّروا ببسالة أكبر هَجْمة على مرّ التاريخ.. يقاومون بصمود عدوانًا أمريكيًا صهيونيًا، وكأنه يَنظر إلى مُستقبلنا العربي، بأننا أهل عِزّة وأُنْفة يستمدّ قوته من أرض الصُمود أرض مَملكة سبأ العظيمة ومَلكتها بلقيس السبئية من أرض التاريخ الإنساني المُشرّف، تاريخ صراع الصُمود والوفاء، تاريخٌ سطّرهُ الرجال بصبرهم وقوتهم وبسالتهم وكشف ثبات الرجال عن هزيمة تحالف بقوته المالية والعسكرية والعَتاد الجوي والبري والبحري، لكن النضال يحتاج إلى رُجولة وإلى شُموخ وعِزّة نفس.. كانَ اليمني الواحد بعشرة رجال عسكريين مَدعُومين بالقوة والمال ومُدججين بالسلاح والعتاد.

رجال اليمن الأصيل ضربوا أروع الأمثلة في القوة والنضال والشجاعة والعزم والصّبر الذي لا مَثيل له إلاّ في رجل يمني شَهم.

واليَمني الأبّي شامخ، عالي الرأس، روحه الحرية وسِلاحه الكرامة ومَبادئه عزة وثبات وصُمود لا يقبل الوصاية مِن أمريكا ولا يرتهن بكرامته لأيّ قوة، ولسان حاله لا وِصَاية على اليمن؛ بل لا وِصَاية على دول عربية لا تزال مُضطهدة من دول الاستكبار العالمي، فكان مُلْهمًا للمُستضعفين والمَظلومين.

أنقذ المُقاومون اليمنَ من ضَعف مُسْتكبر، وبفضل مُقاومتهم، نال اليمن حريته وكرامته التي تُمَكّن اليمني أنْ يرفع رأسه عاليًا ويعيش حُرًا أبيًا شامخًا بعيدًا عن تدخلات أمريكا وتحالفها الذين أفْسَدوا اليمن وعاثوا في أرضه النذالة والحقارة. حقق اليمن بشموخه نصرًا استراتيجيًا، فكسر هَيْبة تحالف تقوده أقوى دولة في العالم.

الخُلاصة.. أقول إنّ أهْلنا اليمنيين أهل صُمود، يُؤمنون بقضيتهم المصيرية، ووحدتهم الوطنية.. رغم الإمكانيات المادية والعسكرية المحدودة، وقد بذلوا كل ما يستطيعون في حدود إمكانياتهم الضعيفة، فكانوا أهلًا لما انْتصروا بعزمهم لأجله، وسَيكتب التاريخ انتصارهم بأحرف ذهبية في تاريخ صامِد دون كلل أو مَلل ولا خوف ولا حزن على ما فُقِد، والله ناصرهم.

إنّ اليمني يشترك مع الفلسطيني القسّامي الصّامد وكلاهما يشعر بالظُلم والعُدوان الأمريكي الصهيوني الجائر.. وكلاهُما يَعتبران الأمريكان والكيان الصهيوني عَدوًا واحدًا.

وبقَدْر العِزّة استطاع أهل غزة أنْ يُقدموا لنا إنتاجًا عظيمًا من المُقاومة الأبيّة الشامخة، أخرجوها في قُدرة هائلة استثنائية أذهلتْ صُورة الجيوش التي لا تُقهر، وكشفتْ عن هشاشة، افتقرتْ إلى أدنى خِبْرة عسكرية.

إنّ تاريخ اليمن وصُموده لنْ يَقبل أنْ يقف مكتوف الأيدي وإخوانهم في غَزة مُحاصرون.. فما يحدث لأهلنا في غزة تجاوز الحد، ولْنقف صفًا واحدًا في وجه الطُغيان الأمريكي الصهيوني، وإنْ صَمتنا فإنّ الدَور آتٍ لا محالة ضِدّنا في كل دولة عربية.

تعليق عبر الفيس بوك