محمد بن حمد المسروري
الشباب هم الحيوية النشطة في المجتمعات الإنسانية، وهم الشعلة الوطنية الخالصة التي يجب التعويل على قدراتها وامكانياتها، والحيوية التي يتحلون بها إن وجِّهت وجهة صحيحة وسليمة تجاه أهداف وطنية محددة ذات ديمومة وليست وقتية الأهداف، كما كرة القدم مثالا، سنحقق المنجزات.
لكنَّ لعمان وطنًا وأرضًا، وعمان أمة تعيش على هذه الأرض الطيبة برضا وحب، وهم قبل وبعد ذلك في تلكم الحالات الضوء الذي لا يخفت عن ساحاتها، هِمة عالية وصلابة عزم لا ينثني بحال عن بناء وطنه وأمته والذود عن حياضه من كل المخاطر.
علموهم واغرسوا في أفهامهم حب الوطن وحده بداية، والأمة العربية والإسلامية ثانية، سلّحوهم بالعلم والمعرفة، ومكنوهم من قيادة المجتمع، تدريبًا مباشرًا ودورًا وظيفيًا لإمكاناتهم الفكرية ومؤهلاتهم العلمية والعقلية.
إن الشباب هم درع الوطن الواقي لحفظ المجتمع ومقدراته، وهم الشكيمة التي تصول وتجول عن عمان الأرض والفرض.
أبناؤنا بصائرنا، نلهمهم الفكر والحكمة، ولهم وحدهم حق التجديد مع الحفاظ على الثوابت الوطنية التي ترسخت لديهم، وأفهموهم فكرا وحكمة ونظرة صواب لقادم الأيام، وليس لمجرد التغيير؛ بل ورصد التراكم المعرفي الذي يجعلونه زادًا معرفيًا في قابل أيامهم، ذلك أن الأمم تبني حضاراتها وقوتها وأفكارها المستقبلية على ما توارثته من خبرات، رغم تغير السنين، وتبقى الارض والأفكار والخبرات ملكًا لأبناء الحضارات العريقة وحدها، ثم تمكينهم من الاطلاع المباشر الصادق على تأريخ آبائهم، لا ليتسلّوا به ويتفاخرون به بين أقرانهم أنا وأنت، ولكن ليبنوا عليه حاضرهم بكل إشراقاته في مختلف محطات التنمية المتحركة، نموا في مختلف جوانب الحياة المدنية والأمنية والسياسية، ومستقبلهم الذي يبنون عليه الكثير من الآمال لبناء عمان وتطوير إمكاناتها وقدراتها الاجتماعية والاقصادية والسياسية والعسكرية، وليجعلوا من وطنهم عمان منسكا وقبلة يسجدون عليه وإليه، تجاه قبلة الله التي وجه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم للتوجه إليها، أبناؤنا في رؤية "عمان 2040".
إنني أدعوكم لأن تستلهموا الفكر وتخططوا لمستقبلكم ووطنكم بما يجب أن تكون عليه عمان العز والشرف في عهدكم ومن يليكم من الأجيال، وستسألون يوما عن عهودكم.