الجوع التاريخي

 

فوزي عمار

 

الإنسان من أعقد المخلوقات ويتسم سلوكه بلغز لا يعرفه حتى هو نفسه، بسبب الدوافع التي اكتشفها علم النفس مثل الوعي واللاوعي، كما حددها عالم الاجتماع النمساوي سيجموند فرويد وشريكه وولي عهده العالم كارل يونغ.

ويقال إن أول مكالمة بين فرويد ويونغ استمرت 12 ساعة، اتفقا في البداية واختلفا في النهاية. يونغ أضاف مفهوم اللاوعي الجمعي إلى نظرية فرويد، كما ظهر لاحقًا العالم سام هارس الذي تحدث عن نظريته الإرادة الحرة (Free will) التي حدد فيها أسباب سلوك الإنسان وتحديدا الانحياز المعرفي كسبب لسلوك الإنسان.

وأحد العوامل والتي قد تكون سببا مباشرا لسلوك الإنسان- من وجهة نظري- هي الجوع التاريخي؛ فالجوع المتراكم من جد الجد إلى الأب وصولا للابن، هو ما قد يكون محركًا للإنسان؛ سواء كان الجوع للسلطة أو جوع المال وجوع الجنس وجوع الظهور أو جوع الانتقام!

هذا ما يجعل الإنسان يتشبت بالسلطة والسلاح ويجني المال بكل السبل، خوفًا من أن يُرجعه الزمن إلى جوع أجداده!

يقول الإمام علي رضي الله عنه: "اطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأنَّ الخير فيها باقٍ، ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأنَّ الشح فيها باقٍ".