سؤال لـ (اتحاد القدم)

وليد الخفيف

لماذ لم يُشارك منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في بطولة غرب آسيا؟ سؤال منطقي تجنب الجميع توجيهه لاتحاد القدم الموقر لأسباب معروفة ومعلومة والإجابة في جيب الشاعر!، كما أنَّ السؤال نفسه لم يوجه للهولندي أروين كومان في حواراته الصحفية التي ظهرت مؤخرا لنفس السبب اللامع!، والغريب والعجيب أنَّ الاتحاد الذي يئن بشكوى ضعف الإمكانات آناء الليل وأطراف النهار، وألف المعلقات في مساعيه الحثيثة لجدولة الديون يعسكر حاليًا في ألمانيا بملبغ كبير من أجل اللعب وديا مع ناديين من أندية دوري الدرجة الثالثة الألماني وهم يان ريغينسبورغ ونوريبنيرغ، وأرجو أن يساعدني الإخوة الناطقين بالألمانية لنطق اسم الناديين الكبيرين الزاخرين بنجوم الكرة العالمية والأطلسية، فالفوائد من مواجهتهما ستكون جمة، والعوائد ستُقاس بمعايير الطن، وانتظروا منشيتا قادما "معسكر ناجح"!

  فيا اتحادنا المُوقر  - يا من تزخر أروقة مجلسكم الراقي بجهابزة الكرة وعلمائها ..  يا من سكبتم عصارة خبرتكم الطويلة على المستطيل الأخضر يا من صدرتم لنا أن المجلس السابق هو حجر العثرة في طريق إنجازاتنا الكروية  – هل من المنطق رفض المشاركة في بطولة تضم تسعة منتخبات قوية في المنطقة والاستعاضة عنها بمعسكر يتضمن إقامة مباراتين وديتين مع أندية دنيا؟!

أتدري عزيزي القارئ أننا رفضنا اللعب في بطولة غرب آسيا التي تضم تسعة منتخبات هي العراق واليمن وسوريا وفلسطين ولبنان والأردن والسعودية والكويت والبحرين من أجل إقامة معسكر ألمانيا الثري بأهدافه العريضة؟!، أعلم أنك لا تعلم أنّ هناك بطولة اسمها غرب آسيا ستقام في آخر الشهر الجاري وتمتد حتى 14 أغسطس لأننا أعتمنا عنك الرؤية حتى لا يسأل أحدكم عن سبب عدم مشاركتنا..

 اتفق معكم أن الطقس حالياً في ألمانيا عليل مقارنة بطقس العراق الحار الذي ستلعب المنتخبات التسعة فيه، واتفق أيضاً أن فرص السياحة في بلاد هتلر تبدو أجمل، بالإضافة لذلك أن فرصة تحقيق انتصارات عظيمة تبدو متاحة وبعيدة عن الأنظار! فلا فلان ينتقد الأداء، ولا صداع من علان فكم أنت محوظ يا كومان، لذا فقد خصصنا من الآن مساحات كبيرة في صدر صحيفتنا الغراء للتغني بفوز الأحمر على الأندية الألمانية الكبيرة، في مشهد مشابه لاستقبال حافل عند العودة من بطولة سنغافورة الودية التي تمكنا من نزع لقبها بجدارة واستحقاق كبيرين بعد إسقاط أفغانستان القوي واجتياح حصون ماليزيا العنيدة!

فعجباً إذا كان الخوف هو السبب الحقيقي من عدم مشاركتكم في بطولة غرب آسيا، فلم يعد للحديث الواهي الذي يسرح بخيال القارئ لحدود زحل والحقيقة تحت قدميه مكان.. أنتم تبحثون عن منتخبات تفوزون عليها فقط دون أن يكون مقصدكم الحقيقي إعداد منتخب قادر على تحقيق الهدف في الاستحقاق الرسمي .. ابحثوا عن الفوز من أجل الفوز الذي يتبعه "زفة" كبيرة، تتغنى بنجاحات وأمجاد الاتحاد ورجاله، ولا تنسوا أن تقارنوه بالمجلس السابق، غير أنَّ هذه النظرة القاصرة على المصلحة الشخصية سريعاً ما تنكشف ملامحها وتسقط أطلالها الهشة مع أول اختبار حقيقي، والدليل كان موجوداً في نهائيات أمم آسيا الأخيرة ومن العوائد الكبيرة لمعسكر فينَّا السابق، والاثنان وجهان لعملة واحدة والمستفيد الوحيد وسطاء المعسكرات.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ما جدوى التعاقد مع مدرب أجنبي أو خبير عالمي طالما أنه جاء لينفذ تعليماتنا بحذافيرها؟ نتعاقد مع مدرب بمبلغ كبير لنُحوله كما حولنا من قبله إلى موظف بأجر شهري لتنفيذ أجندتنا وسلامي لطيب الذكر لوجوين، والأمر كذلك مع الخبير الفني الذي فهم القصة قبل أن تهبط طائرته لمطار مسقط الدولي فلم يأت بجديد أسوة برفيق دربه سيلبي! فهل يبحث كومان أو الدائرة الفنية حقاً عن استفادة فنية حقيقية للمنتخب؟ الطرفان انضما مؤخراً للهيكل الوظيفي ذي الراتب الشهري وعليهما الحضور والانصراف وفق الإجراءات المعمول بها وشكراً ..

أمن المعقول أن يقارن معسكر ألمانيا الذي سيمتد لأكثر من ثلاثة أسابيع وتقام به مباراتان فقط مع بطولة رسمية بها تسعة منتخبات قسمت على مجموعتين وتوقيت إقامة مبارياتها يتفق مع الأحمال التدريبية في البطولة الرسمية، كما وأن مستويات المنافسين في المجموعة يتفق لحد كبير مع مستوانا؟ أخشى أن نهدر فرصة ذهبية لتحقيق الهدف بعدما ابتسم لنا الحظ في القرعة، ولكن علينا أن نستعد بما يتفق مع إعداد منتخب قطر المصنف الأول في المجموعة، فبعد مشاركته الناجحة في كوبا أمريكا يتعين علينا أن نصل لهذا المستوى من الإعداد لتجاوزه، أما جدولنا الحالي فما هو إلا جدول رحلة مدرسية مُمتعة.