أحمد السلماني
وسط كل هذا الترقب والشغف الجماهيري، وبين الحسابات الفنية والفرص بالأرقام، نقولها بثقة: لنطمئن.. رجال الأحمر قادرون. فمنتخبنا الوطني الأول، بقيادة المدرب الوطني الكفء رشيد جابر، ليس مجرد مشارك في سباق التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، بل هو اليوم خصمٌ عنيد، ومنافس شرس على بطاقة التأهل المباشر.
لقد قدّم منتخبنا خلال الفترة الماضية مؤشرات مطمئنة، أبرزها جاهزيته البدنية والفنية، في ظل ختامٍ حديث للمسابقات المحلية، واستفادة قصوى من المعسكر الداخلي الذي تخلله مواجهتان وديتان ناجحتان، إلى جانب حضورٍ لافت لأسماء أثبتت جدارتها منذ كأس الخليج، حين عاد "الأحمر" من الكويت بوصافة بطعم الذهب أعادت الثقة للمدرجات.
المهندس رشيد جابر ليس مدربًا عاديًا. هو اسم من ذهب في سجل الكرة العُمانية. قاد السيب للقب آسيوي، ونجح في اختبارات محلية وخارجية مع منتخبات وأندية عديدة. يملك رؤية تتجاوز التصفيات، ويقود المجموعة بثقة واحترام للمنافس دون مبالغة. أحاديثه دائمًا موزونة، تعكس شخصية مدرب يعرف أين يقف، وماذا يريد، والأهم: كيف يصل، هو ايضا يريد أن يكتب لنفسه ولبلاده تاريخًا جديدًا.
قائمة المنتخب الحالية زاخرة بالأسماء التي تعرف الطريق إلى الشباك، وتفهم جيدًا متطلبات المرحلة. وما تعادلنا الثمين مع كوريا الجنوبية في سول، وفوزنا على الكويت خارج الديار، إلا دليل على قدرة الفريق على خوض المواجهات الصعبة بثبات وثقة.
إنها فرصة تاريخية للاعبينا ليس فقط لبلوغ المونديال، بل لكتابة فصل جديد في ملحمة الكرة العُمانية. وحتى لو لم يتحقق التأهل المباشر- لا قدر الله- فإن أبواب الملحق والدور الرابع في أكتوبر لا تزال مفتوحة، ومنتخبنا له باع طويل في البطولات المجمعة، ويجيد خوضها بالتخصص وعلينا أن نتعامل مع المرحلة الحالية والقادمة بهدوء واتزان.
لا يمكن تجاهل الجهود الكبيرة التي يبذلها الاتحاد العُماني لكرة القدم، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، من خلال حملة "كلنا معك"، وهي رسالة مباشرة للاعبين بأن خلفهم شعب كامل يؤمن بقدراتهم وامكانياتهم في اسعاد الأمة العُمانية.
الخميس.. الحلم يقترب. وبوشر تستعد. ويبقى الأمل أن نشهد زحفًا جماهيريًا مهيبًا، يقوده شباب عُمان، لمؤازرة منتخب يستحق الثقة.. فقط لنطمئن بأن رجال الأحمر قادرون.