الاستثمار الرياضي والثقافي

 

 


◄ علينا البحث بصدق وجدية عن ما يناسبنا وتنفيذه بأفضل ما يمكن وترويجه على نطاق واسع وفق منظومة عمل جماعية

خلفان الطوقي 

مُعظم النَّاس تابعوا بطولة كأس الخليج في دولة الكويت الشقيقة، والتي كانت قبل أسابيع قليلة من اليوم، وكل من تابعها يشهد بأنَّ البطولة كانت ناجحة وممتعة؛ إذ إنه إضافة إلى متعة المشاهدة من الجمهور، إلّا أن الأهم بالنسبة لمُنظمي البطولة هو تحقيق هدف جوهري وهو تعظيم العائد من الاستثمار، بمعنى إن كان المصروف -على سبيل المثال- على هذه البطولة مليون ريال عُماني، فلابد أن يكون العائد المالي وغير المالي أضعافاً مضاعفة، وهذا هو المؤشر الأكثر أهمية في استضافة  أو إقامة أي بطولة أو فعالية أو مؤتمر أو مهرجان لأي بلد أو مؤسسة.
فوائد هذا النوع من الاستثمار لا تقل عن أي مجال استثماري آخر، بل تتعداه في كثير من الأحيان، وخاصة إن كان المنظمون على دراية بذلك، ولديهم الخبرة التراكمية في هذا المضمار، ولديهم المهارات اللازمة لإدارة الفعاليات والمناسبات ذات الطابع الرياضي والثقافي والترفيهي، وواضعين في اعتبارهم معيار العائد على الاستثمار في قمة أولوياتهم، ومعيار نجاحهم أو فشلهم على المحك.
هذه الاستثمارات النوعية سواء كانت رياضية أو ثقافية أو ترفيهية أثبتت جدواها في دول الخليج التي سبقتنا في ذلك، ولكن وبالرغم من ذلك ما زال لعُمان أن يكون لها موطأ قدم؛ فليس بالضرورة أن نكون بنفس الأحجام أو بنفس المبالغ المستثمرة أو التي تم ضخها، وإنما حسب إمكانياتنا المالية والبشرية ونوعية ما نختاره من فعاليات، أو معارض أو مهرجانات أو بطولات، وإدارة وجودة تنفيذه من ناحية، وقوة التسويق والترويج من ناحية أخرى.
وأول ما يخطر على بالي عند الحديث عن فعالية يمكن أن نتميز بها هو "مهرجان البشائر"، ففي ظاهره هو سباق للإبل لكن يمكن لمكوناته التفصيلية أن تكون استثمارية وسياحية وثقافية ورياضية وتعليمية وترفيهية وتراثية، وبالرغم من نجاح هذا المهرجان سنة بعد سنة، إلا أنه يمكن أن يكون مناسبة وقصة نجاح تمتد لفترة أطول، وبتكاتف الجهود الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني يمكن أن تستقطب مئات الآلاف من محبي الإبل والشعراء والتجار والهواة والسياح وغيرهم من دول الخليج من مواطنين ومقيمين.
مهرجان البشائر أو نادي عُمان للسيارات وفعالياته المميزة أو بعض المهرجانات التي تقام في محافظات السلطنة أو معرض مسقط الدولي للكتاب، هي مجرد أمثلة للاستثمار الثقافي والرياضي والسياحي والترفيهي، ويمكننا أن نطورها ونحسنها ويتم الترويج لها سنة بعد سنة لتكون ضمن التقويم السنوي للفعاليات الكبرى في السلطنة والخليج وحتى على المستوى الإقليمي، وعلينا أن نصارح أنفسنا، ففي حال أنه ليس لدينا الإمكانيات الكافية لاستضافة البطولات والفعاليات العالمية.
وأخيرًا.. علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي، وتضيع من أيدينا فرص إضافية؛ بل علينا البحث بصدق وجدية عن ما يناسبنا، وتنفيذه بأفضل ما يمكن، وترويجه على نطاق واسع، والعمل بشكل جماعي يضم كافة الجهات الحكومية والمدنية والخاصة تحت مظلة واحدة، وإن كان المتصدر للمشهد جهة حكومية واحدة والتي يمكن أن نطلق عليها المُنظِّم أو الدينامو، لكن يبقى الهدف الأسمى هو نجاح أي استثمار رياضي أو ثقافي أو ترفيهي يُقام في عُمان.
 

الأكثر قراءة