فوزي عمار
يعتقد البعض أن مصطلح سلفي يطلق على من تبنى فكر الأصالة وحاول إعادة بعثه من جديد في ظروف زمنية حديثة لذلك ظهر بشكل مسرحي خاصة على مستوى المظهر الخارجي بعيدا عن اعتناق عمق الفكرة والقيمة.
لكن هناك فئة أخرى مهملة من هذا التصنيف وهم سلفيو الحداثة فهم ايضا ينقلون ولا يبتدعون ولا يبتكرون شيئا جديدا؛ بل وينقلون من بيئة تختلف كثيرًا عن بيئتنا، نشأت في الغرب وعادت وانتقدت الدين الكنسي والذي يختلف عن الإسلام كثيرًا.. وأسقطتها على الإسلام الديانة السمحة التي جنى عليها فقهاؤها قبل أعدائها.. هذه الفئة نقلت تحديدًا وبالاسم من أسماء محددة بدءًا من جاك روسو إلى نيتشة وغيرهم من مفكري الغرب، وفي ردة فعل عن من ينقل عن الغزالي وابن تيمية وغيرهما.
والحقيقة أنَّ الفريقين لا يختلفون كثيرًا عن بعض؛ فكلاهما ينظر للخلف، وهما وجهان لعملة واحدة، فقد توقف عندهم إعمال العقل، وذهبوا إلى النقل من الماضي وكل له فريق ينقل منه وعنه.
هُم معًا سلفيو النص؛ سواءً أنصار التيار الأصيل أو التيار السلفي المعاصر، فكلاهما يقتات من منتوج فكري سابق، أُنتج أيام ازدهار الحضارة العربية الإسلامية والغربية، وأنه لم ينتج أيما فكرة جديدة يواجه بها مستجدات الزمان والمكان هذه الأيام.