◄ الخطاب السامي لم يكن موجهًا لمجلس عمان فقط.. بل للجميع ومفاده أن تطوُّر عُمان مسؤولية جماعية بلا استثناء
خلفان الطوقي
من خلال خطاب السلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله- أثناء الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة من مجلس عمان والتي امتدت لتسع عشرة دقيقة، وتمَّ التركيز على ما تمَّ إنجازه خلال أقل من أربعة أعوام مضت بقليل، فقد تكررت في هذا الخطاب السامي مصطلحات اقتصادية، وصل عددها 40 مصطلحًا.
40 مصطلحًا اقتصاديًا في خطاب مركز وقصير لم تأتِ مصادفة أو من فراغ، إنما يدل على تصميم جلالته -حفظه الله- على إنجاز ما وعد به لتجديد نهضة عمان، وأنَّ التجديد يكون بخطوات عملية واضحة، ومن خلال التخطيط وتنفيذ البرامج الوطنية، ورصد ومتابعة جهود جميع المؤسسات الحكومية دون استثناء، وتقييمها بشكل دوري، ووفق مؤشرات الأداء المؤسسي والفردي.
خطاب السلطان -نصره الله- لطمأنة المواطن والمقيم والقطاع الخاص بأن ما تم ذكره من مواضيع تحظى بعناية جلالته الشخصية، وأن السلطان يتابعها بنفسه، وسوف يوفر جلالته الدعم السخي لضمان نموها وديمومتها في الحاضر والمستقبل، ولتعود عوائدها الاجتماعية والاقتصادية على المواطن والدولة معًا.
الخطاب السامي مثّل خارطة لعمان واضحة ومرنة؛ واضحة لأن من الملاحظ أن ملامح الخطة الخمسية العاشرة قد تم ذكر معظمها في الخطاب السامي هذا، وقد ذكرها مولانا السلطان في لقاءات سابقة مع أعيان المحافظات والتجار، ومرنة لأنها متابعة ومقيمة من جلالته شخصيا، ووعد جلالته بتوفير ما يلزم لتحسينها تدريجيا لضمان نجاحها حسب المعطيات والمتغيرات المحلية والإقليمة والعالمية.
كلمة السلطان المعظم لم تكن لمجلس عمان فحسب؛ بل كانت لنا جميعا من أفراد وقطاع خاص وجهاز تنفيذي مفادها أن تطور عمان مسؤولية الجميع دون استثناء، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نضمن الوصول للتطلعات المستهدفة إلّا من خلال مضاعفة الجهود المخلصة كلا حسب الدور المناط به ومكانه ومكانته.