الدولة بين القبيلة والحزب

 

فوزي عمار

 

في الفكر الإسلامي أول من طرح فكرة المنزلة بين المنزلتين هم المعتزلة على يد (واصل ابن عطاء) تلميذ الحسن البصري الذي انشق عنه ليخلق جدلا هيجليا (القضية ونقيض القضية).

اليوم دولنا تعيش حالة معتزلية بين القبيلة المتجذرة والحزب الناشئ في بيئة مختلفة وثم استيراده دون توافر شروطه التاريخية والاقتصادية.

حالة تناقض تقترب يومًا للقبيلة وتتباعد يومًا إلى الحزب دون الاستقرار في حالة ثابتة، فلا القبيلة بقيت في مضاربها بعد الانتقال للمدن والعمارات والأحياء السكنية المختلطة وثقافة المقهى الذي يجمع الجميع ويتسم بالمشاركة ومجتمع المخاطرة بدلاً من المجتمع القبلي الساكن. ولا الحزب لاقى احتراما وتفاعلا من الناس خاصة بعدما استغلته رئاسة الحزب لمصالحها الضيقة الخاصة. وزاد الطين بلة الحزب المؤدلج الذي جسده في دوله ورأسه في دولة أخرى ما يعتبر تجريمًا وفق القانون الدولي.

حالة معتزلية تعيشها مجتمعاتنا بين القبيلة المتشظية والحزب المستورد من جبال الألب ليمارس التزلج في الحمادة الحمراء.