هل فقدت أمريكا نفوذها في ليبيا؟

 

فوزي عمار

تعودت أمريكا على لعب الدور الإمبراطوري والتدخل في جميع أنحاء العالم كما كانت، لكن هذا الدور غاب في كارثة درنة وفاجعتها، مما جعل الشعوب تتساءل أين الدولة العظمى؟

لماذا تغيب عن الدور الإنساني بينما تحضر في الهدم والدمار والقصف بآلاف الغارات على ليبيا والعراق؟

لقد هرعت دول المنطقة مثل تونس لإرسال معونات وفرق إنقاد، ومثلها الإمارات ومصر والجزائر وتركيا، لكن هل السبب أن أمريكا ما زلت تعاني من لدغة مقتل سفيرها كريس ستيفن في بنغازي وسوابق وجود الدواعش في درنة؟

وجود قوات فاجنر الروسية العدو التقليدي لأمريكا بالقرب من أماكن الأزمة منعها من إرسال رجال إغاثة، ولكن كان من الممكن إرسال معدات متقدمة للهلال الأحمر الليبي.

ما قامت به أمريكا هي محاولة خجولة لإرسال بعض المال الذي لا يساوي أرباحًا سنوية لأموال ليبيا المجمدة في بنوك أمريكا والتي تتعدى 60 مليار دولار.

لا شك أن أمريكا بدأت فعلا في فقدان بريقها ولم تعد مثالًا للشعوب الباحثة عن الحرية والإنسانية في ظل فقدان أمريكا روح الشارع، وهذا ما نلاحظه من تصاعد نفوذ منافسيها مثل روسيا والصين في أفريقيا، وتنامي مجموعة الدول التي ترغب في الانضمام إلى مجموعة البريكس.

إنها طبيعة الأشياء؛ فالتاريخ يعلمنا أن الإمبراطوريات مثل الأشخاص تمر بمراحل طفولة ورجولة وشيخوخة، كما يقول مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون.