علي بن بدر البوسعيدي
لا تَزَال قضيَّة فلسطين واحدةً من أكثر القضايا التي تُؤكِّد ضَياع الحقوق الإنسانية حول العالم، وأنَّنا لا نزال نعيش في عالم يحتَكِم فقط لمبدأ القوَّة؛ فقانون الغاب -البقاء للأقوى- الذي انتشَر في عُصُور سحيقة يبدُو أنَّه مُطبَّق من قبل بعض الدول التي تُريد فَرْض هيمنتها وسيطرتها على المُستَضعَفِين، ومِثالُنا هنا فلسطين التي تحتضنُ المسجد الأقصى؛ أولى القبلتين وثالث الحرمين.
وعندما نُطَالِع في الصحف ونشرات الأخبار مَسَاعي دولة الاحتلال ضمَّ الضفة الغربية إلى تلك الدولة السَّرطانية، نُدرك أنَّ أكبر ظُلم تاريخي وقع على شعب محتل سيظل جاثما على صُدورهم؛ وذلك بسبب العنجهية الأمريكية، والتعنُّت والصلف الإسرائيلي في عملية السلام، التي تقُودها الدول الساعية لنشر الوئام وإنهاء الحروب وسفك الدماء؛ فهذه الدولة لا تتوقَّف توسُّعاتها الاستعمارية؛ فرغم المستوطنات التي تنتشر كالوباء في أنحاء فلسطين المحتلة، يأتي رئيس وزرائهم ويسعى لضمِّ الضفة الغربية إلى تلك الدولة العنصرية، التي لا تعترف إلا باليهود ليكونوا سُكانا فيها.
لكن من المُؤكد أن تراجع الهيمنة الأمريكية في العالم بسبب السياسات المتخبِّطة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والانقسام الذي تشهده الولايات المتحدة جرَّاء هذه السياسات، وآخرها حادثة مقتل الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد، وإخفاقاته في الاقتصاد والسياسة، كلُّ ذلك من شأنه شل يد الكيان الصهيوني عن تنفيذ مُخطَّطاته الشيطانية الاستعمارية. وهنا نَجِد شرفاء العالم يُعَارضون هذه الخطط الكريهة التي تصدُر من حكومة يمينية متطرفة، ومثال ذلك الاتحاد الأوروبي الذي نفَّذ سلسلة عقوبات ضد البضائع الإسرائيلية؛ بهدف إجبار حكومة الاحتلال على التراجع عن مخططاتها الشريرة.
... إنَّ فلسطين، وفي قلبها القدس الشريف، تُنَادي أصحابَ الضمائر اليقظة لكي يُعلنوا رفضهم لخطط ضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية؛ فهذه الأرض المقدَّسة لا تستحق منا سوى الدفاع عنها بكلمة الحق، ويقظة الضمير، وقوة الفكرة.. إننا عَلينا في العالم أجمع أنْ نشجُب مِثل هذه التصرفات الحمقاء التي ستُعرقِل بلا شك جهودَ إحلال السلام في الشرق الأوسط؛ فالإرهاب سيظل ينهش في جسد المنطقة طالما استمرَّت المظالم، ولن ننتصر على كل المخاطر إلا إذا أرسينا السلام الشامل والعادل للجميع.