إسطنبول - رويترز
قامت قوات تركية وروسية في عربات مدرعة بثاني دوريات مشتركة في شمال سوريا قرب مدينة عين العرب "كوباني" أمس بموجب اتفاق بين البلدين أرغمت جماعة مسلحة كردية على الانسحاب من المنطقة القريبة من الحدود التركية. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن وحدات حماية الشعب الكردية السورية لم تنسحب من "منطقة آمنة" مزمعة في شمال شرق سوريا على الرغم من اتفاقات تركية مع الولايات المتحدة وروسيا. وقال أردوغان لنواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة إن مقاتلي وحدات حماية الشعب ما زالوا في تل رفعت ومنبج وشرقي رأس العين التي استهدفتها تركيا في عمليتها الأخيرة. وأضاف أن تركيا ستلتزم باتفاقاتها طالما أوفت الولايات المتحدة وروسيا بوعودهما.
وقال شاهد إن عربات مدرعة دخلت عبر فجوة في الجدار الحدودي إلى الجانب السوري واتجهت شرقًا. وقالت مصادر أمنية إن الدوريات ستغطي مسافة 75 كيلومترا بعمق خمسة كيلومترات من الحدود.
ونشرت وزارة الدفاع التركية صورا على تويتر تظهر جنودا من الجانبين التركي والروسي وهم يجتمعون عند الحدود وينظرون لخرائط قبل بدء الدوريات وقالت إن العملية تتم باستخدام طائرات مسيرة أيضًا.
وقال أردوغان الأسبوع الماضي إن تركيا تعتزم إنشاء "بلدة أو بلدات للاجئين" في "منطقة آمنة" بين تل أبيض ورأس العين ضمن مشروع ذكر الإعلام الرسمي أنه يتكلف 151 مليار ليرة (26 مليار دولار).
وشنت أنقرة هجومها على وحدات حماية الشعب الكردية السورية في أعقاب سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القوات الأمريكية وقوامها 1000 جندي بشكل مفاجئ من شمال سوريا في أوائل أكتوبر. وكانت الوحدات ساعدت الولايات المتحدة في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة متروبول أمس تزايد تأييد الأتراك لأردوغان الشهر الماضي عندما أطلقت أنقرة حملتها في شمال سوريا. وأظهر الاستطلاع ارتفاع نسبة التأييد لأردوغان 3.7 نقطة في أكتوبر تشرين الأول إلى 48 في المئة وهو أعلى معدل منذ الفترة التي تلت الانتخابات التي أجريت العام الماضي.
وعلى جانب آخر، صرح مسؤول تركي كبير لرويترز بأن تركيا اعتقلت شقيقة أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية الذي لقي مصرعه في الآونة الأخيرة، في مدينة أعزاز بشمال سوريا يوم الإثنين، وتستجوب زوجها وزوجة ابنها اللذين اعتقلا أيضا.
وقال المسؤول إن رسمية عواد، أخت البغدادي البالغة من العمر 65 عاماً، اعتقلت في مداهمة قرب مدينة أعزاز القريبة من الحدود والتي تسيطر عليها تركيا. وكان بصحبتها أيضاً عند اعتقالها خمسة أطفال.
وقال المسؤول "نأمل أن نستخلص معلومات ثمينة من شقيقة البغدادي عن العمل داخل داعش". ولا تتوافر معلومات كثيرة من مصادر مستقلة عن شقيقة البغدادي، ولم يتسن لرويترز التحقق مما إذا كانت الشخصية التي ألقي القبض عليها هي أخته.
وقتل البغدادي نفسه الشهر الماضي عندما حاصرته قوات أمريكية خاصة في نفق في شمال غرب سوريا. وأكد تنظيم الدولة الإسلامية في تسجيل صوتي نشر على الإنترنت يوم الخميس موت زعيمه وتوعد بالثأر من الولايات المتحدة.
وأكد فخر الدين ألتون رئيس مكتب الاتصالات في الرئاسة التركية أن اعتقال شقيقة البغدادي دليل على تصميم أنقرة على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وكتب على موقع تويتر في وقت مبكر أمس "اعتقال شقيقة البغدادي مثال آخر على نجاح عملياتنا لمكافحة الإرهاب". وأضاف "تنتشر دعاية سوداء كثيرة ضد تركيا لتثير الشكوك في عزمنا على محاربة داعش. تعاوننا القوي في مكافحة الإرهاب مع الشركاء الذين يفكرون بنفس الطريقة لا يمكن التشكيك فيه قط".