عائض الأحمد
فاجأني أحد الأصدقاء والحقيقة هي ليست مفاجأة بمعناها الحرفي ولكن دعوني أقول ذلك وكأنني فعلاً تفاجأت لماذا تكتب وتنظر علينا وتظن أن أغلب الشارع يقرأ أو يكلف نفسه عناء قراءة ما تكتبون الناس لديهم من المشاكل ومتاعب الحياة ما يكفيهم ويسد حاجتهم سنوات وسنوات من له (نفس) أو لديه الطاقة لمناقشة ما تكتبون وربما أغلبه (نكد) ونقد واعتراض ووجهات نظر لا أحد يعلم عنها شيئاً غير تلك الصحف التي تنشرها ليقرأها كتابها والبعض منكم يقول لم أقرأ يوماً مقالاً أو لقاءً صحفياً لي بل وهناك من يتجاهل زملاء مهنته ويستشهد ببيت شعر للمتنبي على أن يذكر معلومة جاره في الصحيفة والحديث هنا عن شأن خدمي يهمنا اليوم لا علاقة للشعر أو الشعراء به.
فما الفائدة وأنتم تهدرون وقتكم وجهدكم كمن يجمع الناس في يوم عاصف ويحدثهم عن الفن والأدب وهو يمارس أرخص أنواع الدراما في حضرة صانعها.
هل تستطيعون تجاوز
صبغة تأليب الجموع ومسحة النكد والنقد أم أنها سيرته وفصله الأول وكلمة ختامه.
لم يعد لكم تأثير على قارئ أو صاحب قرار فما تردده أنت وتقوله نقلاً عن فلان ابن فلان يسهل الوصول إليه الآن وربما كتابة أفضل منه هل لك أن تقول كم عدد متابعيك في وسائل التواصل مقارنة (بالزاحف)!!!! .
منكم من (يستكتب) ويقول ما يريدون
وعلينا نحن أن ندعوكم مثقفين وكتاب وأعمدتكم الورقية تؤرق من يقف عندها ويجعلها نهجه ومنهجه حتى أفلست العديد من الصحف كما أفلستم وهناك مثل شعبي يقول (أبو بلاش كتر منه) .
عشنا دهراً ننتظر ماذا سيقدم هذا وبماذا سيرد الآخر وعلمنا الآن أن الاثنين يتبادلان نفس القلم وأحدهما يشرب من فنجان الآخر.
ويضيف بعد كل هذا لعله يجد طريقاً للعودة ولكن هناك من يغرد خارج السرب يؤثر ويتأثر برصد مشاهداته وإيصال صوت من يثق به حرصًا منه على رقي مجتمعه ليس مهما عدد من يلتف حوله أو يعلق على مقالاته فهي بالنسبة له تحصيل حاصل نتيجتها تعادل إيجابي يخذل نرجسيته صحيح ولكنه يزيده عمقا وتفاعلا ورضا داخليا لا يشعر به إلا من هو قريب منه.
-----------------------
ومضة:
المصباح يحمله الجميع، وقد يستخدمه السارق ليتم فعلته، أو يستخدمه الطالب ليرى مستقبله.