قائد عظيم لن يجود الزمان بمثله

سيف المعمري

لا يزال صَدَى هذه العبارة في أذني منذ أن سمعتها من أحد أشقائنا الخليجيين عندما تعرَّفت عليه في مطار الملك خالد الدولي في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، في شهر يوليو عام 2009م؛ حيث بادرني الأستاذ فخري عُودة التميمي المستشار الإعلامي بمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي عَمِل لعقود في تليفزيون دولة الكويت؛ حيث استهلَّ حديثه معي بسؤاله: من أي ولاية في السلطنة؟ فأجبته: من البريمي، ولكن.. هل سبق لك زيارة السلطنة؟ فذرفت عيناه بالدموع، ولم يتمالك نفسه فعبراته سبقت عباراته. واستطردت قائلا: ما الذي يبكيك يا أستاذي الكريم؟ أجابني بعد أن أجهش بالبكاء: نعم يا بُني لقد زرتها، قلت له: لماذا بكيت إذن؟ قال لي: كم عمرك أنت؟ قلت: تسعة وعشرون، فقال لي: سأخبرك الذي يبكيني، قلت: تفضل، فقال: زرت عُمان في العام 1965م، وكانت مسقط آنذاك تُغلق أبوابها بعد المغرب مباشرة، فلا أحد يدخلها ولا يخرج منها بعد ذلك الوقت، ومن ثمَّ تشرَّفت بزيارتي الثانية لعُمان في العام 1997م، وعندما نزلت مطار مسقط الدولي لم أتمالك نفسي من البكاء؛ حيث ذُهلت مما رأيت، وتخيَّلت أن الطائرة أخطأت بي مسارها وأنزلتني في غير مقصدي (عُمان)، إلا أنَّني ما لبثت الشعور أنني في أرض عُمان الغالية، لكن عُمان التي زرتها في الستينيات ليست هي عُمان التي أزورها في تسعينيات القرن الماضي، فعلمت عِظَم الإنجاز وحكمة القائد في بناء الدولة.

واستطرد بالحديث عن مولاي جلالة السلطان قابوس -حفظه الله- وهو يجهش بالبكاء قائلا: "إنَّ لديكم قائدا عظيما لن يجود الزمان بمثله، يجمع ما بين حكمة القيادة وعطف الأبوة، فحكمة جلالته ونظرته الثاقبة نفخر بها جميعا كخليجيين فجلالته -يحفظه الله- لم يألُ جَهْدا في دعم جميع قضايا وطنه وأمته". وواصل حديثه قائلا: "نحن الكويتيين نُكنُّ لهذا القائد العظيم كلَّ التقدير والاحترام، وشعب الكويت يحفظ لجلالته مواقفه النبيلة تجاههم".

وظل يتحدَّث عن السلطنة وعن حضرة صاحب الجلالة طوال رحلتنا التي استمرت 14 يوما، تجوَّلنا في عدد من المناطق السياحية والتاريخية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وبتنظيم رائع من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة، وبمشاركة 32 من الإعلاميين يُمثلون مُختلف وسائل الإعلام الخليجي، في تظاهرة خليجية تحمل اسم قافلة الإعلام السياحي الخليجي.

نعم.. إنَّ جلالته -حفظه الله- يحظى بمحبَّة راسخة في قلوب أشقائنا وأصدقائنا في العالم أجمع، فليس غريبًا على أهل عُمان أن يكابروا على محبته ويسيِّرون المسيرات ولاء وعرفانا لجلالته؛ فبارك الله لعُمان هذا القائد العظيم، وحفظ الله جلالته من كل مكروه، وأمده بالصحة والعافية، وجعل أيامه أفراحا ومسرات، وعُمان في عهد جلالته الميمون في عزة وهناء.