خلاصة موسم (1)

 

حسين الغافري

 

(1)

أغّلق ملف الموسم الرياضي الكروي في أوروبا بعد نهائي دوري أبطال أوروبا بين النادي الإسباني العريق ريال مدريد والعريق الآخر يوفنتوس الإيطالي.. مُباراة كبيرة كعادة نهائي البطولة الأعرق والأشهر عالمياً جاءت ملكية للمرة الثانية توالياً والثانية عشرة تاريخياً ليوازي هذا اللقب لريال مدريد تاريخ الدُول في الدوريات الكبرى. دوران الكرة بالموسم انتهى بكل تفاصيله وحيثياته وأنهى معه مراحل تشويق تابعناه وعشناه طيلة الفترة، بينما الحديث وقراءة الأحداث لكبار الأندية لم ينته، فهي فرصة لترتيب الأوراق وتنظيم الصفوف وتصحيح المسار خلال فترة مناسبة للقيام بذلك.

 

(2)

أبرز ما شدّ الانتباه في الموسم الماضي كان استمرار تفوق الكتيبة الملكية بقيادة الفرنسي زيدان. الريال قدّم موسم رياضي مثالي وكُرة قدم ذكية ضمنت له البطولة الأوروبية وأعادت لقب الليغا الغائب عن خزائن الفريق من بعد عام 2012. وهُنا فرصة لنُعرّج على الدور الحيوي للمدير الفني زين الدين زيدان في الفريق، وإعادته لتنظيم الصفوف بشكل يتناسق ويتواءم مع قدرات اللاعبين. عموماً، الملكي يُبرّهن موسما تلو الآخر حضوره الفني بلقبه الثالث في دوري الأبطال بآخر أربع مواسم، ومن هُنا نستوعب نجاح الفريق وحسن إدارته وأشدّت بذلك في أكثر من مقال، وتركيزه على المواهب الطموحة بعد السعي الدؤوب سابقاً في انتداب الأسماء الرنانة فحسب ولم تؤتي أُكلها كما ينبغي.

(3)

في الجانب الآخر فإنّ برشلونة المُنافس الأزلي المُستمر للفريق الملكي يعيش مرحلة من التخبط وعدم الاستقرار خصوصاً من الجانب الإداري أدّت أو ساهمت في عدم استقراره على الصعيد الرياضي.. الفريق غير مستقر نهائياً، ولعل حُكّم القضاء بسجن الرئيس السابق روسيل والاتهامات التي تطال الإدارة الحالية بين الفينة والأُخرى يفسر كل الأمر. أضف إلى أن مشاكل الضرائب التي هي عامل آخر في ضعف الجانب الإداري والتي طالت نجم الفريق الأول ميسي ونيمار وماسكيرانو وغيرهم، دون نسيان عن صفقات مشبوهة قانونياً كصفقة انتقال البرازيلي نيمار. ما يحّدُث في برشلونة لا يمكن توجيه أصابع الاتهام فيه كما ذكرت سوى للإدارة التي عطّلت بشكل أو بآخر نجاح الفريق الذي يمتلك أسماء كبيرة لو وجدت البيئة المناسبة لأعطت مواسم كبيرة خصوصاً بعد فترة جوارديولا. الفريق بموسمه الماضي وحتى قبله من المواسم لم يُوفّق في جلب أسماء ممكن التعويل عليها بشكل كبير وهو ما أضعف المنافسة وتضاءلت الفرص في صنع الفارق أو المداورة لفريق يصارع في أكثر من جبهة وبالتالي ابتعاد عن الألقاب. ومن هنُا يجب أن ينصب الجهد بكل ثقله هذا الصيف في محاولة تصحيح المسار وترميم الفريق بشكل يضمن إعادة الروح وبث المنافسة وإلا فإن الحال من سيء إلى أسوأ.

 

(4)

في الدوري الإنكليزي، يمكن أن نعذر غياب مان سيتي وليفربول ومانشستر يونايتد بحجة استلامهم لأندية تحتاج إلى تنظيم وترتيب كما أنها ينبغي أن تكون فرصة لهم لصنع أفرقة متماسكة واستيعاب قدرات المجموعة وإمكانياتهم، وجلب نجوم جُدد أخذت تصنع الإضافة وتقدم الحلول التكتيكية. وهنا يحذونا الأمل في منافسة كبيرة جداً للبطولة الإنكليزية ستكون أشد شراسة وأكثر مُتعة بتواجد البطل تشيلسي والوصيف توتنهام.. أضف إليهم كذلك الترقب المنتظر لحضورهم الأوروبي واستعادة نهضة الكرة الإنجليزية على الصعيد الخارجي. ما يدعو للقلق هو غياب آرسنال عن منافسته المحلية بشكل ملفت خلال العقد الأخير. الفريق من وجهة نظري لم يعد بخطط طموحة وجادة. وهنا الفريق يحتاج إلى نهضة حقيقية تعيد له هيبته المفقودة تتلخص إما في استبدال المدرب أو استبدال الفكر الذي يدار به النادي ككل من نادي لصنع المواهب وبيعها إلى بناء مواهب والمحافظة عليها والتخطيط في أسماء بقدرات عالية تضيف الكثير.