"نوافذ" الانطلاقة الأولى لفضاء التأليف

 

سيف المعمري

 

في مثل هذه الأيام من كل عام يترقب أبناء السلطنة والمقيمون فيها معرض مسقط الدولي للكتاب؛ لكونه يمثل موسما ثقافيا، وسوقا معرفيا تتلاقح فيها مجالات العلوم المختلفة في دور النشر التي يبلغ عددها هذا العام 750 دار نشر و1200 جناح، حيث يفتتح المعرض أبوابه للزوار وعشاق المعرفة خلال الفترة من الثاني والعشرين من فبراير وحتى الرابع من مارس المقبل، وتكتسب الدورة الثانية والعشرون من المعرض لعام 2017م أهمية نوعية للمشهد الثقافي في السلطنة وللمشاركين وزوار المعرض، حيث ستقام الدورة الحالية من المعرض-ولأول مرة- في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، والذي يعد معلما رمزيا حضاريا للسلطنة بشكل عام ولمدينة مسقط بشكل خاص بما يحتويه من مرافق والتي ستسهم بعد افتتاحها بتلبية اهتمامات المجتمع في المجالات الثقافية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية.

كما تمثل الدورة الحالية من معرض مسقط الدولي للكتاب بالنسبة (لي) أهمية خاصة، ومناسبة عزيزة؛ لكون زيارتي للمعرض هذا العام تختلف عن الزيارات التي كنت أقوم بها خلال الأعوام الماضية، حيث سأحتفل في الثاني من مارس المقبل بتدشين إصداري الأول "نوافذ" الذي يعد انطلاقتي الأولى لفضاء التأليف، والذي ستعقبه -إن شاء الله تعالى- إصدارات أخرى في الأعوام المقبلة.

وكتاب "نوافذ" يتضمّن بين دفتيه خمسة وثمانين عنوانا، وتركز تلك النوافذ أو العناوين على طرح قضايا وظواهر ومواضيع ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية تلامس اهتمام المواطن العُماني بالإضافة إلى المواضيع الوطنية والتي تبرز حجم التنمية الشاملة التي تنعم به السلطنة، والمنهج الحكيم لعاهل البلاد المفدى في بناء الدولة العصرية، وإسهام السلطنة الحضاري في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وجاءت فكرة إصدار كتاب "نوافذ" لإيماني بأهمية توثيق مختلف القضايا والظواهر المجتمعية التي قمت بطرحها عبر مقالاتي الصحفية الأسبوعية بجريدة الرؤية، وسعيت من خلال طرح كل منها بتقديم حلول ورؤى تطويرية بلغة سهلة، حيث أسهمت - ولله الحمد- الكثير منها في تجاوب عدد من المؤسسات والمسؤولين وكذلك المواطنين مع مضامينها وغاياتها.

وفكرة التأليف شغلت اهتمامي منذ أن كنت في مرحلة الدراسة الجامعية، أمّا الكتابة فقد بدأت بواكيرها منذ ولوجي إلى النشاط الصحفي -ولأول مرة- في مرحلة الدراسة الإعدادية، وارتوت مع السنوات من خلال نشاطي الصحفي في المراحل الدراسيّة الأخرى، وصولا إلى مرحلة العمل والتي فتحت لي المجال للكتابة في الصحافة المحلية بداية بالأخبار والحوارات والاستطلاعات والتحقيقات الصحفية، ثمّ الدخول في كتابة المقال الصحفي الذي مكنني من تجميع حصيلة معرفية ثرية استحقت أن تحتضنها دفتي كتاب "نوافذ" الذي أصدرته خلال هذا المعرض.

ولم أكن أصل لهذه المرحلة -بعد توفيق الله وفضله- لولا الوقفة الصادقة التي أوقدت لديّ همة الكتابة وتحدي العقبات والتي جاءت من المكرم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة رئيس تحرير جريدة الرؤية بوقفته الصادقة معي أثناء استفهامي منه حول المطلوب مني للولوج لفضاء كتابة المقال الصحفي، فأجاب قائلا: المطلوب منك أن تكتب!

كما أجزل الشكر لكل من وقف معي بالكلمة الصادقة والتحفيز المستمر ومتابعة أعمالي الصحفية المتنوعة، ولدار الوراق العُمانية وجميع القائمين عليها والذين كان لتجاوبهم السريع، والتسهيلات التي قدموها لي في إنهاء إجراءات طباعة الكتاب في فترة زمنية قياسية.

فبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت،،

Saif5900@gmail.com