شمبليون الكرة العمانية

وليد الخفيف

مشهد معقد: اتحاد وأندية تعاني الديون، وحقبة زمنية جديدة على مشارف الانطلاق، ومجلس إدارة سيرحل ويبقى عبق عطائه ذكرى حسنة في نفوس المعتدلين، ومجلس قادم يحمل شارة قيادته رجل ليس بغريب عن المطبخ الكروي يرفع شعار "الشفافية"، برؤية جديدة تحمل آمالا كبيرة تحت غطاء التغيير. وترقُّب حذر من وسط رياضي سَئِم العلل والمبررات، وجمهور لم يعد صدره مُستعا لعثرات جديدة، وطموحه معقود على سالم الوهيبي الذي سينادى به رئيسا للاتحاد العماني لكرة القدم أواخر الشهر الجاري لتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم؛ فهل يستطيع "شمبليون الكرة العمانية" فك رموز خارطة المشهد وطلاسمه، وتجاوز المحنة وإحداث النهضة الكروية التي يتعطش لها المجتمع بكامل أطيافه؟

الأيام وحدها ستجيب عن هذا التساؤل، وسيشهد الوسط ويوثق ما تحقق خلال ولايته، والجمهور سيقيِّم الفترة ويُصدر حكمه عليها، فهو قاض عادل لا ينتمي لهذا ولا ذلك، فلا مصالح تربطه بفلان، ولا منافع تجمعه بعلان، فهذا هو حال جمهور الساحرة المستديرة في كل مكان.

وأعتقد أنَّ الرؤية المستقبلية التي طرحها الوهيبي المفعم بالحماسة خلال المؤتمر الصحفي أمس الأول قد حظي محتواها بقبول الكثيرين، مستبشرين خيرا بإصابتها شباك التطوير، وإحداث النهضة الكروية الشاملة وفقا لما تضمنته سطورها من كلام موزون، ولكن ينقص تلك الرؤية التطرُّق إلى الأدوات التي يُمكن من خلالها تحقيق الأهداف الواسعة التي شملتها، إضافة لحاجتها لطرح أعمق في الوسائل ومصادر التمويل، كما كان يلزمها جدول زمني واضح المدة يضم أهدافا مرحلية تسهِّل على الوسط إجراء ما يعرف بالتقييم المستمر.

وأرى أنَّ الوضع المالي سيكون أبرز وأصعب التحديات أمام المجلس القادم، أسوة بما عانى منه المجلس الحالي، وإن سعى بجهود حثيثة للاستفادة بعوائد التسويق في إنعاش موازنات الأندية منذ تسلمه لمهمته؛ إذ تؤكد الأرقام أنَّ اللجنة المعنية بهذا الملف قد حققت نتائج طيبة وفق آخر اجتماع للجمعية العمومية في ظل ضعف المسابقات المحلية وصعوبة تسويقها؛ فالشركات الراعية لا تتهافت على شراء حقوق البث، وينقلها مشكورا التليفزيون العماني؛ لذا فالتوسيق كأحد بنود الموازنة يجب أن يطبق في الأندية بشكل صحيح، وقد تُعنى لجنة الاحتراف -التي دعا لتشكيلها الوهيبي في رؤيته- بتطوير هذا الملف المهم، آملين لتحقيق عوائد مالية تفيد الأندية في سد مُتطلبات الاحتراف الذي لا تقوى أندينتا ذات الموازنات المرهقة على تحقيقة وتخطي مرحلة الاستثمار حبيس الأدراج والخروج إلى الواقع الملموس؛ فمشروعات العديد من الأندية التي أزاحت عنها الستار مازالت رسمًا على ورق.

ولقد أثبتت التجربة أنَّ نجاحَ الاحتراف مرهون بالدعم الحكومي المباشر، وإن كان الوقت الحالي غير مُلائم لذلك؛ فضلا عن افتقاد بعض الأندية للبنية الأساسية وافتقارها للمعطيات التي تمكنها من إقامة مشروعات استثمارية تعود عليها بدخل ثابت للإنفاق على أنشطتها، وبعضها الآخر طبق الاحتراف بشكل غير صحيح فأودى به لنفق الديون حتى فقد كرسي رئاسة تلك الاندية بريقه وأصبح عبأ على صاحبه لاعتماد النادي بشكل كبير على دعم الرئيس وعطايا ومنح محبي النادي.

ملفات عديدة تنتظر الوهيبي ومجلسه القادم؛ أبرزها: عدم تفريغ اللاعبين وسداد مستحقاتهم المتأخره منذ سنوات، وتفعيل أكثر للجنة فض المنازعات التي تنشأ بين اللاعب وناديه، مع ضرورة وضع مدة زمنية محددة للتقاضي بين الطرفين تسمح للاعب أو النادي نيل حقه دون مماطلة؛ علما بأنَّ اللائحة تضم نقاطًا تعالج هذا الشق بشكل واضح وصريح، بيد أنها غير مُفعَّلة وأعتقد أنه حان وقت تفعيلها تماشيا مع شعار الوهيبي "الشفافية"، يبقى ملف المنتخب الوطني الأول أهم أولويات المرحلة؛ فلا بديل عن التأهل لنهائيات كأس آسيا بالإمارات.