ماذا بعد؟

خالد بن علي الخوالدي
Khalid1330@hotmail.com

نُبارك لجميع المترشحين الذين وصلوا إلى قبة مجلس الشورى العماني وعُمان وأهلها ينتظرون منهم أن يكونوا عند حسن الظن، مؤكدين لهم أنّ الجميع الآن خلفكم فأنتم حصلتم على ثقة الأغلبية ومن رشحكم يثقون في نزاهتكم ومقدرتكم وعطائكم وجهودكم ووطنيتكم، ونقول للذين لم يحالفهم الحظ إنّكم لم تخسروا حيث إنّ خدمة عُمان وشعبها متاحة في كل الأوقات ونتمنى أن تعملوا وكأنكم أعضاء منتخبين فالوطنية أكبر من منصب يُشغل وعُمان تنتظر منّا جميعا الأكثر وأتمنى ألا تختفوا حتى الدورة القادمة لتظهروا مرة أخرى بثياب جديدة في الانتخابات القادمة فحينها سنمقتكم ونزدريكم ونحتقركم ونُدرك أنكم تبحثون عن المادة والظهور وليس قصدكم خدمة عُمان وأهلها، وعلى من وصل إلى القبة والذي لم يصل أن يسأل نفسه ماذا بعد؟.

وسيكون التركيز في هذا المقال على من وصل إلى قبة المجلس إذ إن على كل عضو وصل إلى قبة المجلس أن يسأل نفسه هذا السؤال ماذا بعد؟ فالوصول إلى القمة سهل وتبقى الصعوبة في المحافظة على هذا الإنجاز والذي لن يتحقق إلا إذا وضع خططه المناسبة وأفكاره المتميزة وعطاءه وجهده في تقديم التميز والنجاح في كل مناحي الحياة التي ينشد فيها المواطن التقدم والتطور فهو ممثل الشعب والناطق باسمهم ومن يدافع عن حقوقهم ويبعد عنهم المظالم ويتتبع مشاكلهم لتتم مناقشتها وإيجاد الحلول لها خاصة تلك التي تدخل في صميم حياتهم.

إنّ على كل عضو وصل إلى مظلة مجلس الشورى أن يضع سؤال ماذا بعد؟ في ذهنه دائماً فالوصول ليس وجاهه وإنما مسؤولية وتكليف وتشريف وأمانة عظيمة وعليه أن يتذّكر قوله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) فعليه حمل الأمانة على أصولها وعليه أن يبذل جهوداً كبيرة وجبارة في المتابعة والتمحيص والتعليم وتثقيف نفسه وتطوير قدراته فهو الآن ممثل عن أهالي وطنه بمختلف شرائحهم وثقافتهم فليس له الحق في أن يُهمش طائفة على حساب أخرى بل عليه أن يبحث عن تمثيل الجميع وإرضاء الأغلبية الساحقة وأن يجعل في ذهنه دائمًا مراقبة الله له قبل مراقبة الناس.

إنّ على كل عضو منهم أن يكرر في ذهنه دائماً ماذا بعد؟ فهو أمام مشوار طويل داخل المجلس وعليه أن يُدرك أنّ المواطن قد رسم على هذا المجلس طموحات وآمال وتطلعات خاصة في ظل الصلاحيات التي منحت له فعليه أن يعمل مع زملائه على تفعيل هذه الصلاحيات وإلغاء فكرة أن مجلس الشورى الحالي هو مجلس شكلي وليس له أيّ دور على مستوى صنع القرار ولا يستطيع أن يمثل الديموقراطية الحقيقية التي يتطلع لها القائد الحكيم والشعب الوفي وأن المجلس وأعضاءه لا يمثلون الشعب تمثيلاً حقيقياً حسب ما يتصور البعض كما أنّ عليهم أن يثبتوا للجميع أنّهم قادرون على رسم سياسة الدولة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً وفي مختلف مناحي الحياة وألا يتركوا للمشككين سبيلاً، وعليهم أن يُبادورا على تمكين المجلس من أخذ كل صلاحياته المنوطة به غير آبهين بسلطة بعض المتسلطين في الحكومة فهم من يعول عليهم تطوير المجلس ومنحه المزيد من الصلاحيات والحقوق وعليهم أن يضعوا إطار عمل وخطة واضحة مع مجلس الوزراء والاتفاق عليها ليكون للمجلس مكانته الحقيقية ومصدر ثقة من الجميع وعلى المجلس وأعضائه الابتعاد عن مناقشة المسائل السطحية والشكلية والاهتمام أكثر بالقضايا المجتمعية الضرورية والجوهرية حتى يتم الوصول إلى معالجة مناسبة لكل الإشكاليات وتعزيز الجوانب الإيجابية فالمجتمع العماني والبلد بها الكثير من الإيجابيات والمنجزات التي لا ينكرها إلا الجاحدون والحاقدون.

بعد هذا لن يلام المجلس ولا أعضاءه وستكون الثقة في الأوساط الشعبية بهذا المجلس ومن يُمثلهم كبيرة وذات تقدير واحترام وستمضي مسيرة التقدم والتطور في هذه البلد الحبيب على قلوبنا وسينعم الجميع بالإنجازات التي ستتحقق بالجهود المشتركة بين الحكومة والشعب وحين الإخفاق لا قدر الله يكون أيضًا الإخفاق مشتركاً ولا تتحمل جهة المسؤولية الكاملة مثل ما هو حاصل سابقاً، ودمتم ودامت عمان بخير.

تعليق عبر الفيس بوك