مبادرات الشباب والمبتكرين

فايزة سويلم الكلبانية

Faiza@alroya.info

ها نحن "فريق الرؤية" نعود إليكم شباب عمان الطموحين لنُجدد بكم ومعكم الوعد بمواصلة مسيرة التميز والعطاء، لنُعلن لكل من يترقب انطلاق فعاليات جائزة الرؤية لمبادرات الشباب من جديد، أنّ موعدنا معكم في حفل التدشين والكشف عن تفاصيل الجائزة في نسختها الثالثة للعام 2015م، وذلك صباح الثلاثاء القادم بفندق حياة ريجنسي.

تأتي جائزة الرؤية لمبادرات الشباب للعام 2015، وفي نسختها الثالثة ضمن نهج تبني "إعلام المبادرات" والتفاعل مع أولويات وقضايا المجتمع الحيوية، وتأتي شريحة الشباب ضمن الأولويات الواجب الاهتمام بها وتحفيزها نحو مزيد من العطاء، حيث يتمثل جديدنا هذا العام في التركيز على الفكر البشري ممثلاً في مجال الابتكارات العلمية، وذلك من خلال تنظيم عدد من الورش والدورات التدريبية بالتعاون بين الجريدة ومركز الاستكشاف العلمي بإبراء، وجامعة السلطان قابوس وغيرها من المؤسسات التي تبدي استعدادها لدعم شباب الوطن، وذلك لعكس التطوير الفكري لدى المشاركين في هذه الدورات التدريبية والورش.

كم مرة سمعنا بأنّ فريقاً ما بإحدى الدول اشترى لاعباً معيناً لينضم له ويسهم بمهاراته في رفع مكانة الفريق في الدوري، وكذا الحال بالنسبة للعقول البشرية المبتكرة، كم مرة سمعنا بأنّ الدولة الفلانية عرضت على المبتكر أو العالم الفلاني الكثير والكثير ليكون أحد حاملي جنسيتها للاستفادة من فكره وخبراته، لأنّ هذه الدول تؤمن إيماناً صادقاً بأن الفكر البشري هو أحد مصادر التنمية الاقتصادية مستقبلا وسيعول عليه الكثير في ظل ما تعانيه الدول من ظروف اقتصادية صعبة وتراجع في أسعار النفط عالميًا.

وفي المقابل يؤسفنا أنّ ما نراه بين فترة إلى أخرى من تكريم للمبتكرين العمانيين في المحافل الدولية منافسين بدورهم مبتكرين من مختلف الدول العربية والأجنبية ومتغلبين عليهم لا يحظى بالتقدير المتوقع إلا قليلاً، ليعودوا لأرض الوطن عاقدين الآمال في أن يحظى جهد ومخاض أفكارهم بتقدير ولو بسيط من الجهات المعنية بالسلطنة بهذا الشأن، فيواجههم واقع الحال ليجدوا أن حلمهم الجميل في أن يحظى ابتكارهم بحيز أو فرصة للتنفيذ وأن يرى النور على أرض الواقع طموح "شبه مستحيل"، ولا أبالغ إذا ما قلت بأنّ الجهات المعنية بمجال الابتكارات العلمية بذاتها تعيش "تائهة" وليس لديها أية خطة أو إستراتيجية لتطوير هذا المجال أو حتى الاستفادة من هذه العقول البشرية كما ينبغي، أو محاولة توفير ما يلزم لتنفيذ ما يمكن تنفيذه من هذه المشاريع لنصعد بنتاج عقول المبتكرين العمانيين ونباهي بهم الأمم في وسط هذا الكم الهائل من المبتكرين المبدعين، ومن هنا كان اختيارنا في جائزة الرؤية لمبادرات الشباب في نسختها الثالثة بتسليط الضوء والتركيز والاهتمام ولو بجهد بسيط ومتواضع على الابتكارات العلمية سواء كانت طاقة متجددة أو إلكترونية أو روبوت متمثلاً في تقديم دورات تدريبية وورش عمل يلقيها محاضرون ذوو خبرة على مستوى محلي وعالمي، وعناية فائقة في اختيار المشاركين بهذه الدورات بالرغم من تفاجأ المنظمين والقائمين على هذه الدورات بتوافد عدد هائل من الطلبة والشباب المبتكرين من الجنسين للمنافسة على فرصة نادرة للمشاركة في هذه الدورات والاستفادة منها سواء تلك التي تمت بجامعة السلطان قابوس أو بمركز الاستكشاف العلمي بإبراء.

إلى متى ستبقى العقول المبدعة والمفكرة متعطشة لعلم ينفعهم في مجال موهبتهم ما دامت الرغبة موجودة فالدورات التدريبية الاسترشادية الموجهة هي أقل القليل الذي من الممكن أن تساهم به جهاتنا المعنية للارتقاء بالمبتكرين العمانيين ولو بعمل جولات تجوب مدارس السلطنة أو غيرها من المؤسسات التعليمية بمختلف محافظات السلطنة.

فأين تكمن الفجوة هل في الدعم المالي أم السياسات التنموية الغائبة عن الفكر البشري العماني في ظل مناداتنا بالاهتمام والرقي بالموارد البشرية، استناداً إلى توجيهات صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- أم في التواكل واللامبالاة وعدم الوعي واليقظة بأهمية دور الابتكار والمبتكرين مستقبلا في إصلاح الوضع الاقتصادي بالسلطنة والمحافظة على استقراره.

ومما لاشك فيه بأننا نهدف جائزة الرؤية لمبادرات الشباب تهدف إلى وخلق نماذج يحتذى بها، هذا فضلاً عن إبراز دور الإعلام المحلي في دعم الاقتصاد الوطني والتعريف بالفرص والقطاعات الاقتصادية المختلفة ومفهوم المبادرات والمسؤولية الاجتماعيّة. وتعزيز دور الإعلام للارتقاء بالصحافة المتخصصة في السلطنة عبر دعم كل هذه الفئات.

ونؤكد بأننا عازمون على مُواصلة طريقنا لدعم الشباب، وتنميتهم، والوصول إليهم، والتلاحم معهم في كل ولايات السلطنة؛ بما توافر لنا من إمكانيات، وما أُتيح لنا من وسائل لإيمان بداخلنا لا يتزعزع بأن مستقبل هذا الوطن معقود على هذه العقول والكفاءات المتميزة في شتى المجالات".

تعليق عبر الفيس بوك