القاهرة- الرؤية
احتضنت دار الأوبرا المصرية في القاهرة أمسية "الليلة العمانية"، وذلك ضمن فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الثاني والثلاثين، حيث قدمت الليلة المميزة باقة من الأغاني من ألحان السيد خالد بن حمد البوسعيدي، والتي جسدت تراث وثقافة سلطنة عمان، بمشاركة مجموعة من أبرز الفنانين العمانيين والعرب.
وافتتح الحفل بأداء نشيد "بيرق الأمجاد" الذي قدمه كورال الأوركسترا بتوزيع سيمفوني أضفى عليه طابعًا احتفاليًا، لتتوالى بعدها الفقرات بأداء أغنية "تزهو بك الأعوام" التي ألهبت الحماس وذكّرت الجمهور بروح الأصالة والحداثة، وهي من كلمات الشاعر حمود العيسري.
وقدم 8 من الفنانين العمانيين "ميدلي" لمجموعة من الأغاني العمانية الوطنية، حيث قدم فهد البلوشي أغنية "شمس الضحى"، وأدت الفنانة عائشة الزدجالي "ناصية العُلا"، في حين قدّم خليل المخيني رائعة أبوبكر سالم "مشتاق للمغنى"، وأدى هيثم رافي أغنية "الناس انتي"، بينما قدّم عبدالحميد الكيومي أغنية "تحية حب"، كما أدى هيثم المعشني أغنية "يشهد الله"، وشارك أيمن الناصر بأغنية "حيوها"، بينما تألقت الفنانة أشواق بأداء "الحُب لك انتي".
وقدم الفنانون وصلات منفردة من الأغاني شملت "أنت المحبة" و"الرجال التي لا تموت" و"انتي كل النور"، ثم قدم الكورال أنشودة "عمان نبض واحد" مع تجديد في بعض كلماتها وتوزيعها والاحتفاظ بروحها المميزة، وبعد ذلك نقلت فرقة الأجيال من محافظة جنوب الشرقية وفرقة المزيونة من محافظة ظفار الجمهور إلى أجواء التراث الشعبي العماني بلوحات راقصة على أغاني مثل نهضة وتتجدد وصلالة ومسقط الفكر.
وبعد استراحة قصيرة، انطلقت فعاليات الفصل الثاني، حيث أطلّت الفنانة المغربية جنات وقدمت أغنية "الطبع غلّاب"، وهي في الأصل للفنانة الراحلة رجاء بلمليح، تلاها الفنان عمر الحسني الذي أدى أغنية "إيش السالفة"، والفنان أيمن الناصر الذي أبدع في تقديم أغنية "سلام الله"، وأدت الفنانة أشواق أغنية "المضانين"، بينما قدم الفنان عبدالحميد الكيومي أغنية "مسافر" بأسلوب عاطفي يلامس القلوب.
وشملت الأمسية مشاركة مميزة من ضيوف الشرف، حيث أدت الفنانة القديرة ريهام عبد الحكيم أغنية "الحب الذي كان" التي صاغ كلماتها الشاعر الكبير ذياب بن صخر العامري، وتألق الفنان صلاح الزدجالي بأغنية الراحل سالم علي سعيد "لك يوم" وأغنيته "الشومة"، فيما قدّمت الفنانة التونسية لطيفة أغنيتي "أشوفك" و"الدفا".
وشهد الحفل أيضًا تقديم ميدلي من الأغاني العاطفية، أداها كل من الفنانة عائشة الزدجالي التي غنت "أشواق"، ومحمد المنجي الذي قدّم "هوبيللو يوعين"، وهيثم رافي الذي أبدع في أغنية "راضيني"، ومُنذر الحيود الذي قدّم "تعاتبني"، وعبدالحميد الكيومي الذي أبدع في "كل ما في الأمر ليلة"، بينما قدمت أشواق "من عيني"، كما غنى فهد البلوشي أغنية "شرع الهوى".
واختتمت الليلة بأنشودة "الثبات خطاي" بتوزيع جماعي من أداء الكورال، وقد لاقى أداء مجموعة الكورال العمانيين بقيادة علي الشيباني وخولة السيابية العمانية وكذلك فرقة الإيقاعات العمانية بقيادة سالم الراس، استحسانا لافتا وإعجاباً من الجمهور ومن الموسيقيين العرب الحاضرين للأمسية.
وقُدمت الأعمال الغنائية والموسيقية في إطارٍ أوركسترالي سيمفوني بمشاركة ١٣٠ عازفاً موسيقياً وإيقاعياً ومُنشداً من عُمان ومصر، وبوجود ١٥ فناناً وفنانة من عُمان والمغرب ومصر وتونس قدموا ١٨ أغنية وأنشودة كاملة، إضافة إلى مقاطع من ٢٦ أغنية أخرى قدمت كمُقتطفات ضمن ميدليات منوعة، إذ وصل إجمالي الألحان المُقدمة ٤٤ لحناً بمُصاحبة ١٦ راقصاً وراقصة يؤدون فنوناً شعبية متنوعة من سلطنة عُمان.
وقد تمت إعادة التوزيع الموسيقي لجميع هذه الألحان ليتماشى مع حجم ونوعية فرقة الأوركسترا السيمفونية المُشاركة من جمهورية مصر العربية بقيادة المايسترو الكبير أمير عبدالمجيد الذي قام كذلك بإعادة التوزيع الموسيقي للألحان.
وجاءت "الليلة العمانية" من ألحان السيد خالد بن حمد ضمن جهود تضافر جهود القطاع الحكومي والقطاع الخاص في سلطنة عمان للترويج للموسيقى والفنون العمانية، إذ رعت وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة التراث والسياحة وشركة OQ والشركة العمانية للاتصالات والطيران العماني إنتاج هذه الليلة التي أتاحت لعدد كبير من الفنانين والموسيقيين العمانيين تقديم إسهاماتهم في دار الأوبرا المصرية العريقة ولتعزيز التبادل الثقافي العربي، وتسليط الضوء على الموسيقى العمانية الأصيلة التي تعكس الهوية العربية.
ووجه السيد خالد بن حمد البوسعيدي الشكر إلى كل الجهات الراعية والمساهمة وإلى الجمهور العماني والمصري الذي حضر واحتفى بالأمسية، مؤكدا بأن الحفل أتى مجسدا لوجه عمان الحضاري المشرق وأن الأغاني التي قدمت تعكس تواصل ابداع أجيال من الشعراء والفنانين العمانيين في ظل النهضة المتجددة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه.