قطع الاتصالات في السودان يفاقم الأزمة الإنسانية.. والاتهامات تلاحق "الدعم السريع"

 

الرؤية- رويترز

أدى قطع شبكة الاتصالات في السودان إلى عرقلة توصيل المساعدات وترك السكان الذين تنهكهم الحرب وعددهم حوالي 50 مليون نسمة غير قادرين على سداد المدفوعات أو الاتصال بالعالم الخارجي.

وألقت مصادر مسؤولية قطع الاتصالات على قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وتخوض قوات الدعم السريع قتالا مع الجيش السوداني من أجل السيطرة على البلاد منذ أبريل 2023 في إطار حرب أسفرت عن مقتل الآلاف ونزوح حوالي ثمانية ملايين شخص وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة.

وقالت أربعة مصادر في قطاع الاتصالات لـ"رويترز" إن قوات الدعم السريع بدأت وقف تشغيل شبكات الاتصالات في الخامس من فبراير وقطعتها تماما بعد يومين.

وباتت قوات الدعم السريع تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وبعض البنى التحتية السودانية الموجودة فيها ومن بينها المقار الرئيسية لشركات الاتصالات، وذلك بعد عشرة أشهر من الصراع.

ولم تستجب قوات الدعم السريع لطلبات التعليق. وقال مصدر بالدعم السريع في الخامس من فبراير إن القوات شبه العسكرية ليس لها علاقة بانقطاع خدمات الاتصالات.

وقالت المصادر إن جنودا تابعين لقوات الدعم السريع هددوا بقطع الاتصالات ما لم يعد المهندسون الخدمة إلى منطقة غرب دارفور التي يسيطر عليها الدعم السريع وتشهد انقطاعا للاتصالات منذ شهور.

وأرجع مسؤول في قطاع الاتصالات الوضع في غرب دارفور إلى نقص الوقود وظروف العمل الخطيرة.

وتنتشر في السودان أجهزة الاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية من خلال خدمة (ستارلينك) المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك على الرغم من قرار الحكومة بحظرها.

لكن معظم الأفراد لا يمكنهم استخدام هذه الخدمة في بلد تُستخدم فيه الهواتف الذكية في كل جوانب الحياة وبإمكان كثير من الأفراد الوصول إلى شبكات (واي فاي) أو شبكات الهواتف المحمولة.

وأصبحت التعاملات التجارية في السودان تعتمد إلى حد كبير على المحافظ الإلكترونية مع توقف دخل الأفراد وسرقة الممتلكات وتعرض البنوك للإرهاق.

ونشر البعض مناشدات على وسائل التواصل الاجتماعي طلبا للمساعدة للتواصل مع أفراد أسرهم.

وقال الطبيب محمد النور (48 عاما) الذي يعيش في الخارج "أنا في حالة قلق كبير على أسرتي الموجودة في ولاية الجزيرة ولا أستطيع الاتصال بهم وكذلك هم يعتمدون عليَ في التحويلات المالية".

وأدى انقطاع التيار الكهربائي إلى تعطل العمل في غرف الاستجابة للطوارئ التي يعمل بها متطوعون وتوفر مساعدات غذائية وطبية حيوية.

وقال متطوع من الخرطوم، خارج البلاد الآن: "نحن فقدنا البوصلة تماما... ما فيه تاجر حيديك ما دام لم نديه مبلغ قصاد الحاجة دي. ممكن نمشي على مجاعة بسبب الحاجة دي... والمرافق الطبية في نفس المشكلة دي".

وتقول ماتيلد فو من المجلس النرويجي للاجئين، إن وكالات الإغاثة تواجه الصعوبات نفسها في الدفع للموردين وضمان سلامة الموظفين مما يؤدي إلى بطء الاستجابة لحالات تفشي الأمراض وموجات النزوح.

وأضافت: "نحن غير قادرين على دعم فرقنا في الوقت الحالي. إذا أرسلت أيا من زملائك إلى موقع للتوزيع وحدثت أي مشكلة فلن نتمكن من دعمهم. هذا أمر مرهق للغاية".

وقال مصدر حكومي إن الهيئة القومية للاتصالات تعمل مع الشركات لاستعادة الخدمات في أسرع وقت ممكن، نافيا وجود مفاوضات مع قوات الدعم السريع.

ولم ترد ثلاث من شركات الاتصال على طلبات "رويترز" للتعليق، لكن شركة زين المملوكة لشركة كويتية وشركة (إم.تي.إن) المملوكة لجنوب أفريقيا قالتا في وقت سابق إن انقطاع الخدمة خارج نطاق سيطرتهما.

ولا يزال القتال مستمرا في العاصمة الخرطوم وغرب البلاد، حيث أعلن قائد قوات الدعم السريع تحقيق مكاسب في خطاب ألقاه أول أمس الأحد.

وقالت الأمم المتحدة إن القتال اندلع على أطراف مدينة الفاشر ذات الكثافة السكانية العالية.

تعليق عبر الفيس بوك