عندما يجتمع التراث والأدب والفنون

 

محمد رامس الرواس

يمثل مشروع مجمع عُمان الثقافي واحدًا من المشاريع الطموحة التي رسمها بنظرة ثاقبة ووفق رؤية سديدة، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- منذ أن كان وزيرًا للتراث والثقافة ورئيس اللجنة التأسيسية لرؤية "عُمان 2040"؛ إذ كان- أعزه الله- ولا يزال الراعي الأول للشأن الثقافي، لما يوليه من عظيم الاهتمام.

واليوم.. وفي غمرة مسيرة نهضتنا المتجددة، تُفتح صفحة جديدة في سجل التاريخ الثقافي بالسلطنة عبر وضع حجر الأساس لمشروع مجمع عُمان الثقافي بالعاصمة مسقط، قلب عمان النابض؛ ليصبح مركز إشعاع عالميًا، ومنارة فكر تستقطب كافة المفكرين من شتى أنحاء المعمورة، فالمركز سيصبح بعون الله تعالى أيقونة ثقافية مدمج فيها صروح تضم مكونات الثقافة الأساسية بالسلطنة.

لقد سجل تاريخ 21 يناير 2024م بكل فخر واعتزاز بناء اللبنة الأولى لمجمع عُمان الثقافي في إطار تجسيد ملامح الرؤية الاستراتيجية لرؤية عُمان 2040، والنهضة بالعمل الثقافي والمسرحي والأدبي وتعزيز الأنشطة والفعاليات والبرامج الثقافية وإبراز الإرث الثقافي في الذاكرة العُمانية؛ ليصبح المجمع ملتقى ثقافي شامخ يشمل ثلاث مباني؛ وهي: مبنى هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ومبنى المكتبة الوطنية ومبنى المسرح الوطني، بجانب مباني ومكونات أخرى مثل مكتبة الطفل ودار الفنون ودار السينما والمنتدى الأدبي، فضلاً عن توفر خدمات المطاعم والمقاهي والحديقة العامة، وجميعها تشترك لتقدم صرحًا ثقافيًا عملاقًا يُطوِّر ويدعم المبادرات الوطنية والاستضافات العالمية للمفكرين والأدباء والعلماء، بهدف تعزيز المكانة الثقافية والأدبية والعلمية للسلطنة كونه بلدا ذا حضارة كبرى لا يزال يواصل رسالته عبر دفع عجلة التطور والنماء الثقافي العالمي.

فرحة غامرة تجتاح قلوب المفكرين والكتاب والأدباء والمسرحيين والمهتمين بالثقافة والتراث، لما سوف تمر صناعة الثقافة للمفكرين والمبدعين وتنمية المواهب من خلال وجود صرح بمستوى مجمع عُمان الثقافي لما يحتويه من علوم وآداب تثري الحياة الاجتماعية وتجعل للحراك الثقافي مكان لإبراز المواهب الفاعلة نحو نيل الجوائز العالمية الكبرى في ميادين الثقافة والأدب والمسرح وخلافه.

وبين ردهات وأروقة مجمع عُمان الثقافي سوف يجتمع- بإذن الله- رواد التراث والأدب والفنون والمسرح فيتصافحون ويتواصلون وينتقلون بكل سهولة بين المباني الرئيسية فليتقون ببعضهم البعض، وتتوعد آمالهم وطموحاتهم، فهم في منارة ثقافية كبرى حيث المؤلف والمسرحي والأديب والمثقف كل يجد ما يطمح ويسعى إليه.

إن من عوامل السعادة في الحياة أن تنشر الثقافة أجنحتها على المجتمعات البشرية في ظل صروح متقاربة ومواصلة يطمح الفرد للمكوث فيها طويلاً ليشبع شغفه ويروي ظمأه.

ختامًا.. ما دام مطلب تشييد صرح عملاق بمستوى مجمع عُمان الثقافي لم يعد حلمًا ولا أمنية؛ فليفرح الجميع بأعوام متجددة من حمد ما مضى من أيام، وإقبال أيام سعيدة.

الأكثر قراءة