حمود بن علي الطوقي
لم يكن ارتباط المُواطن العُماني بذكرى 18 نوفمبر المجيد مجرد حدث تاريخي يمُرُّ مرور الكرام؛ بل هو ارتباط ساكنٌ في وجدان العماني أينما كان، وهذا الارتباط يزداد رسوخًا ومتانة عامًا بعد عام.
أُطل عليكم بمقالي من العاصمة إسطنبول؛ حيث نحتفي بذكرى العيد الوطني الثالث والخمسين المجيد، هذه الذكرى التي تفرض نفسها وتدعونا أن نقف لها تقديرًا وعرفانًا. وقد احتفل أصحاب ورواد الأعمال من غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الشرقية بهذه الذكرى الخالدة في مدينة إسطنبول. وهكذا الحال بالنسبة للمواطن العماني، الذي لا تفوته الفرصة للاحتفاء بهذه المناسبة الخالدة أينما حلّ وأينما كان، مُستذكرًا المسيرة المُتجددة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي تولى مقاليد الحكم في البلاد في الحادي عشر من يناير من عام 2020. وتستهل المسيرة العمانية نهضتها المتجددة وهي تحتفل بذكرى العيد الثالث والخمسين للنهضة، والذكرى الرابعة للنهضة المُتجددة؛ وهي تؤكد حكومة وشعبًا مشاعرَ الولاء والعرفان لجلالته- أبقاه الله- الذي وضع نُصب عينيه تعزيز مكانة السلطنة بين الأمم والمحافظة على مصالحها الوطنية وفق تخطيط واضح المعالم حددت مساراته وأهدافه رؤية "عُمان 2040" التي تهدف إلى تحقيق تحولات نوعية في مجالات الحياة كافة.
ومنذ اليوم الأول لتولي مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير 2020، أكد جلالة السلطان المعظم- أيده الله- سعيه الدؤوب من أجل تأسيس مرحلة أخرى من نهضة عُمان المتجددة تواكب متطلبات المستقبل، وبما يلبي طموحات وتطلعات أبناء الوطن، ويحفظ ما تم إنجازه على مدى العقود الماضية من مسيرة النهضة والبناء عليه بمشاركة المواطن وتقديم كل ما يُسهم في إثراء جهود التطور والتقدم والنماء على أرض عُمان الطيبة وبما يحفظ مكتسبات الوطن ويصون أمنه واستقراره.
اتخذ جلالة السلطان المفدى- أعزه الله- على مدى السنوات الأربعة الماضية العديد من الخطوات والإجراءات التي تُمهِّد لتنفيذ الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" التي انطلقت بداية من يناير من العام 2021 والتي ستنفذ على أربع خطط تنموية خمسية متتالية استهلتها السلطنة بانطلاق خطّة التّنمية الخمسيّة العاشرة (2021- 2025)، التي رسمت أهدافًا وطنية طموحة وواضحة ومحدّدة ترتبط ببرامج تنفيذيّة زمنيّة تسعى إلى استعادة زخم النموّ الاقتصاديّ وتحقيق التّنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة المتوازنة من خلال تنفيذ البرامج والمبادرات والمشاريع المقترحة في إطار زمنيّ وتنظيميّ متكامل مسترشدة في تنفيذها بالرعايةِ الكريمةِ والتّوجيهاتِ السّاميةِ لحضرة صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم- حفظه الله ورعاه.
وترتكز الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" على أربعة محاور رئيسة تشمل "مجتمع إنسانه مبدع" يضم التعليم والتعلّم والبحث العلمي والقدرات الوطنية والصحّة والمواطنة والهويّة والتراث والثقافة الوطنيّة والرفاه والحماية الاجتماعية وتنمية الشّباب، فيما يشمل المحور الثاني "اقتصاد بيئته تنافسية" القيادة والإدارة الاقتصادية والتنويع الاقتصادي والاستدامة المالية وسوق العمل والتشغيل والقطاع الخاص والاستثمار والتعاون الدولي وتنمية المحافظات والمدن المستدامة وتقنية المعلومات. ويتضمن المحور الثالث "بيئة مواردها مستدامة" جوانب البيئة والموارد الطبيعية. ويحتوي المحور الرابع "دولة أجهزتها مسؤولة" على موضوعات تتصل بالتشريع والقضاء والرقابة وحوكمة الجهاز الإداري للدولة والموارد والمشاريع وكل تلك المحاور تتسق مع التوجه الاستراتيجي نحو مجتمع معتز بهويته وثقافته، وملتزم بمواطنته.
ولترسيخ رؤية "عُمان 2040" كان من بين الإجراءات التي بدأها جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- تطويرِ الجهازِ الإداري للدولة وإعادةِ تشكيلِ مجلسِ الوزراءِ، لتنفيذِ الخططِ التنمويةِ وممكناتها، بحسبِ الاختصاصاتِ المنوطةِ بكلِّ جهة وبما يعزز الأداء الحكومي ويرفع كفاءته والعمل على تحديث منظومة التشريعات والقوانين.
وفي إطار مباركة هذه الخطة أسدى جلالة السلطان- أعزّه الله- توجيهاته السامية بالإسراع في بناء نظام وطني متكامل للحماية الاجتماعية بهدف ضمان حماية ذوي الدخل المحدود وأسر الضمان الاجتماعي من أية تأثيرات متوقعة جراء تطبيق ما تضمنته الخطة من تدابير وإجراءات.
وختامًا.. كل عام وعمان في خير وسؤدد، كل عام وجلالة السلطان المفدى يرفل في ثوب العزة والعافية.