خليفة بن عبيد المشايخي
"قُم للمعلمِ وفِّه التبجيلا // كاد المعلم أن يكون رسولا"
بيتُ شعر شهير لأمير الشعراء أحمد شوقي، وصار المعلم في كل مكان مبلغًا للعلم وغارسًا له في النفوس ومربيًا فاضلًا، فبه تعلم ويتعلم ناشئ الفتيان فينا، وبه تنمحي الأمية ويسود النور ويذهب الجهل والظلام، فالتعامل مع المُعلم ونظرة الناس له، تختلف من بلد إلى آخر، ومن مكان إلى آخر، ومن قطر إلى قطر آخر.
المعلم يقوم بعمل شاق ومشرِّف وليس سهلا، وعمله لا يستطيع أن يؤديه إلا هو، فهو يحمل رسالة وصاحب هدف نبيل وكلمة عظيمة ومضمون سامٍ وموقف عظيم، فالمعلم كالشمعة يحرق نفسه ليتنور الجميع، المعلم مصباح يضيء ليكون العالم بأسره في نور ومتنقلا من نور إلى نور، ولهذا كانت للمعلم مكانة عظيمة وخاصة، منذ وجود الحياة على هذا الكوكب، "فمن علمني حرفا صنت له عهدًا".
وفي هذا الإطار صادف الرابع والعشرين من فبراير المنصرم يوم المعلم بالسلطنة، فاحتفل به في مختلف محافظاتِ ومدنِ السلطنة؛ حيث في هكذا مناسبات تخص المعلم، يتم تكريم التربويين بجميع فئاتهم، من المديرين، والمساعدين، والمعلمين، والقائمين على الوظائف المساندة للهيئتين التدريسية والإدارية من الجنسين.
وجرت العادة أيضًا أن يتم تخصيص مكانٍ لهذا التكريم، مثل المسارح وساحات المدارس، وبحضور وإشراف عدد من المدعوين والطلاب والشيوخِ والأعيان والوجهاء.
ويأتي هذا اليوم تأكيدًا على الرعاية والمكانة التي يحظى بها كلُّ منتسبي وزارة التربية والتعليم وخاصة المعلم.
والاهتمام بالمعلم ودوره، ينبغي أن يتعدى تقديم الهدايا وعبارات الشكر له في ذاك اليوم فقط، لما له من فضلٍ كبيرٍ في تربية أجيال الوطن، الذين سيحملون اسم البلاد في المستقبل بإذن الله تعالى.
المعلم يتحمل مسؤولية كبيرة، وقديماً كان للمعلم هيبة وحضورا، ومع التطور الذي شمل العالم أجمع، فإنَّ ذلك الحضور للمعلم وتلك الهيبة ينبغي أن تتزايد يومًا بعد آخر، وتتنامى على الدوام، وهذا أمر يقع على المجتمع وكذلك على الحكومة، وذلك من خلال الارتقاء بالمعلم وأعطائه خاصية وميزة كالتي يحصل عليها كبار الشخصيات والمسؤولين في البلد.
والمعلم العماني مفخرة ويجب الاهتمام به بمنحه مزايا كثيرة وكبيرة كغيره من المسؤولين في البلد، ولا يجب الاكتفاء بذكر المعلم في يومه السنوي فقط.
المعلم يتحمل مسؤولية تنشئة الأجيال وتثقيفهم وتنويرهم، ولطالما الحال كذلك ينبغي على الحكومة إعادة النظر في وضع المعلم والحقوق والمزايا التي تُمنح للمعلم إجلالًا وإكرامًا له.
وفي هذه السانحة أقول لكل مُعلم ومُعلمة شكرًا، وجزاكم الله خيرًا، وما قصرتم، فلولاكم ما تعلمنا وما تثقفنا، وما نلنا أية شهادات ومراتب ومراكز ومكانة علمية وعملية.
أنتم المربون الفضلاء الأعزاء الكرماء، والنظر فيما يجده المعلم؛ سواءً الذي على رأس عمله أو المتقاعد، يجب أن يكون مختلفًا ومتميزًا، ومن هنا نناشد الجهات المعنية بزيادة المخصصات المالية للمعلمين حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم على أكمل وجه، لأنهم هم الذين يصنعون المستقبل، من خلال تربية وتعليم أبنائنا.