علي بن بدر البوسعيدي
تمثل انتخابات المجالس البلدية محطة فارقة في مسيرة التنمية التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- لا سيما بعد التعديلات التشريعية الأخيرة على نظام المحافظات وفي ضوء الصلاحيات الممنوحة لهذه المجالس، ومع اقتراب الانتخابات، نحث كل مواطن ومواطنة على اختيار الأفضل بناءً على معيار واحد ووحيد، ألا وهو الكفاءة.
والحقيقة أن هناك من الناخبين من يذهبون إلى صناديق الاقتراع من أجل التصويت لذوي القربى أو أبناء القبيلة أو المعارف، دون التأكد من صلاحية المُرشح وقدرته على الوفاء ببرنامجه الانتخابي، وتحقيق تطلعات المواطنين من أبناء ولايته. وهنا نقول لكل ناخب أن يُراعي معيار الكفاءة عند اختياره للمُرشح، على أن تكون هذه الكفاءة مشهود له بها، أو مُعلن عنها في برنامجه الانتخابي، خاصة إذا ما كان المُرشح قد عمل في قطاعات مختلفة. كما إنه يجب على المُرشح الراغب في الفوز بالانتخابات أن يكون على اطلاع كامل بما تحتاجه ولايته من مشاريع تنموية وخدمية، وما يطالب به المواطن من أجل تحسين ظروفه المعيشية، وأن يعلم أن أي عمل عام لا يجب أن يُخالطه شيء آخر سوى العمل من أجل الوطن ورفعته ونموه. فلا مجال لدخول المجلس البلدي من أجل اللقب أو البرستيج ولا من أجل الحصول على منافع أو بناء علاقات أو حتى الظهور في وسائل الإعلام دون تقديم عمل حقيقي يؤكد كفاءته.
والمجالس البلدية تختلف عن مجلس الشورى، لذلك على المُرشح والناخب معرفة الفارق بينهما، ففي المجالس البلدية يكون الهدف خدمة الولاية التي ترشح عنها العضو، والعمل على طرح الحلول والخطط والسياسات التي تساعد صانع القرار على تنمية الولاية وتنفيذ ما تحتاج إليه من مشاريع تنموية وخدمية. في حين أن عضو مجلس الشورى مُناط به القيام بجهود تشريعية ورقابية إلى جانب الجهود الخدمية، لكن يظل دور مجلس الشورى الأساسي في التشريع والرقابة حسبما يخوله القانون المختص.
إنني لأكرر الدعوة إلى كل أبناء وطني في مختلف ولايات السلطنة في جميع المحافظات، أن يحرصوا على التصويت في انتخابات المجالس البلدية، وأن يمنحوا أصواتهم لأصحاب الكفاءات والخبرات، وأن يبتعدوا كل البُعد عن أي عصبية؛ قبلية أو عائلية أو مناطقية، فالهدف هو خدمة الوطن والارتقاء بالمستوى المعيشي لكل مواطن، من خلال ما يتم تنفيذه من مشروعات تخدم الجميع.