المرأة العمانية.. آمال وأحلام

حمد بن صالح العلوي

al3alawi33@gmail.com

 

يعلم كل ذي عقل وفطنة، أنَّ التفاؤل مطلوب وعلى كل فرد يعيش على هذه البسيطة أن يعي ويفهم ويُؤمن بذلك إيماناً ويقيناً، حتى لا يدخل اليأس والقنوط أو يقترب من قلبه وفؤاده، وإلا سيسقط أرضاً، ولا يستطيع النهوض بعدها، إلا إذا سلَّم الأمر كله لله وحده.

قارئي العزيز..

على مسرح الحياة أمور كثيرة، منها المفرح أو المحزن، وقصص وحكايات، تروى وما ذلك إلا تنبيه لغافل أو تشجيع لحاذق فطن. وقضيتنا اليوم أيها الغالي الحبيب، والعزيز الواعي "المرأة العُمانية وطموحاتها وآمالها وأحلامها".

وصلتني رسالة من فتاة في عمر يناهز29عامًا مفادها، أنها لا تعرف من أين تبدأ، تعيش في حزن وخوف وضيق، وضربات قلب تسمع دقاته من بعيد وتزداد، عندما تسمع رنين هاتفها النَّقال أو نغمات رسالة جاءت محملة بالبشرى.. أو ربما رابط لإعلان توظيف، ومن أيام خلت، إعلان توظيف (معلم/ومعلمة)..

وبين الفينة والفينة تراودها وتقسم بالله العظيم وقت منامها..

وتابعت.. :ذات ليل هادئ جاءني حلم، لعله يتحقق أو ربما هاجس، إذ إنني صرت مُعلمة وكنت بغاية الفرح، استيقظت من نومي فرحة سعيدة، ضاحكة مبتسمة،مستبشرة، ومن فوري، هرعت أتوضأ وأصلي ركعتين خفيفتين، ثم رفعت كلتا يدي، داعية مبتهلة، وما شعرت إلا وأنا أهوى ساجدة لله تعالى شكرًا.

قارئي العزيز..

وتابعت الفتاة حديثها:أنا معلمة تقنية معلومات، خريجة  جامعة السُّلطان قابوس وإلى الآن في قائمة الانتظار للسنة الخامسة على التوالي، ولم يتم توظيفي، رغم انتظاري سنوياً لميعاد إعلان الوظائف وتفاؤلي الكبير بالتوظيف.

أنا عُمانية، واليوم أحتفل مع أخواتي بيوم المرأة العمانية، تكنولوجيا التعليم والتعلم الذي كان اختياري وحلمي الأول من بين خيارات.

وأتذكر ذات يوم إذ جاءني اتصال من دولة مُجاورة،  تطلب مني إرسال أوراقي بأسرع وقت مُمكن، من أجل توظيفي بتخصص معلمة تقنية معلومات بإحدى مدارسها، وكان الرد مني بالرفض.

أتدرون لماذا؟.. لأني عُمانية ويحق لي أن أكون معززة، مُكرمة في عُمان.. حبي الخالد، نعم إنِّه موطني الذي ولدت فيه. "انتهى

قارئي العزيز..

في بلدنا عُمان، المرء منِّا، في كل صباح ومساء، يعيش في أمن وأمان، في وقت ذهابه للعمل، يترك  أهله وعياله، وهو يعلم علم اليقين، أنّه إذا  تركهم، "لا خوف عليهم ولاهم يحزنون".لأنهم تحت عين الله تعالى وعنايته وحفظه، يخرج كل منِّا من بيته متوكلا على الله تعالى داعياً الله تعالى أن يحفظه ويحفظ أهل بيته من كل شر وسوء.

أيها السائل مهلا، إنك في عمان الخير، أرض المحبة والسلام فوجب على من يعيش على أرضها أن يرفع كلتا يديه للسماء ولسانه يلهج بالدعاء لرب الأرض والسماء، حفظ الله عُمان وسلطانها الحكيم جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- وكلا من يعيش على أرضها وتحت سمائها.