شبابنا.. عمادُنا

 

 

حمد بن صالح العلوي

al3alawi33@gmail.com

قبل أيام، حضرتُ اللقاءَ الذي نظَّمه مكتب سعادة محافظ جنوب الشرقية، والذي عُقِد في إحدى القاعات بولاية الكامل والوافي، وكان لقاءً عفويًّا؛ حيث التقى سعادته ونائب والي الكامل والوافي مع الشباب؛ فقد تكلم المتكلمون، ومن الحضور من كان في عُمر الخمسين أو يزيد، حينئذ، رفع يده مُستئذنا للحديث، فأُذِن له، وكان يُطالب بمطلب لقريته، فسمع منه رئيس اللقاء، ثم قال: "سننظر في أمركم".

بعدها، وقف شاب في عمر يُناهز الخامسة والثلاثين تقريبا، وقال: "لم أترك وزارة إلا وزُرتها، ولم أترك شركة إلا ودخلت على المسؤول المباشر، لا أريد مِنهم إلا العمل؛ وذلك للحصول على قوت يسد رمق عيالي الجياع". وتكلَّم كلاما كثيرا، وخَطا خطوات حتى وصل إلى طاولة المحافظ، وقدَّم الأوراق وطرحها بين يديه ونثرها على الطاولة.

القارئ العزيز...،

موقف شجاع، صفَّق له الجميع، بل زادوا في التصفيق، وبان وظَهر تأثُّر المحافظ ونائب الوالي.

وكما يعلم كل ذو عقل وفطنة، أنَّ الشباب هم ثروة الوطن، كانوا فتية أو فتيات يُعتمد عليهم في المواقف، وفي كثير من مناحي الحياة... فالله الحمد والشكر.

ومن جانب آخر، أَجْرَيت حوارًا مع مُقدمة المبادرة الشبابية وهي الأستاذة القديرة ابنة الكامل والوافي -بلدة الوافي تحديدا- سالمة بنت هلال بن ناصر الراسبية، وهي باحثة تربوية ورائدة أعمال وناشطة اجتماعية. كان حديثًا عابرًا، لكنه تضمَّن معانيَ عميقة وفكرًا واعيًا، وقد أسست مبادرة "مصنع الزيوت والأعشاب الطبيعية".

وتحدَّثت الراسبية عن فكرة المبادرة، وقالت: "بداية.. شُكري وتقديري على إتاحة الفرصة لي للحديث عما فكرت، وهي فكرة تخصيص مصنع نسائي للأعشاب والزيوت المحلية، وموقع لبناء مصنع متكامل نسائي لصناعة الأعشاب العلاجية والزيوت الطبيعية العلاجية؛ حيث أسعى لتمكين المرأة الحرفية في الصناعة وتطوير الاقتصاد وزيادة دخل الأفراد والأسر، وعمل منتجات محلية الصنع من زيوت وأعشاب...وغيرها، بالاستعانة بالشركات المختصة والخبراء في هذا المجال، وتدريب النساء على الصناعة المحلية واستيراد الأعشاب؛ من خلال هيئة البيئة التي توفِّر شتلات، وزراعتها في أماكن مناسبة بالولاية؛ كون الولاية تعتبر من الولايات الريفية؛ حيث تتوافر بها أرضٌ خصبة ومياه عذبة، ويمكن توسعة المشروع لاحقا".

ومثل هذه الأفكار البناءة تجعلنا نرفع أكفَّنا داعين الله تعالى أنْ يحفظ شبابنا، وأن يحفظ قائد البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وندعو الله تعالى أن نكون جميعًا في أمن وأمان واطمئنان.. اللهم آمين.