عادا بعد غياب

 

حمد بن صالح العلوي

al3alawi33@gmail.com

 

يُدرك كل من يملك، عقلًا راجحًا وفؤادًا منتبهًا يقظًا، أن الله تعالى مع من لجأ إليه واستعان به، وهنا نذكر بما أوصى به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ابن عباس حينما كان غلاما حيث قال له :"يا غلام إني أعلمك، كلمات، احفظ لله يحفظك، احفظ لله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل لله، وإذا استعنت فاستعن بالله".

لطف الله تعالى وقدر بعباده واضح، جلي وخير مثال على مانقول، لطف الله تعالى بالشابين اللذين جرفتهما المياه، ووصلا إلى باكستان وأغلب من قرأ، وشاهد، وسمع، عن اللذين فقدوا، بفضل لله تعالى وتعاون وتماسك أفراد المجتمع، مع بعضهم، البعض، صغيرهم، وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم، شيبانهم، وشبابهم، الطيارات، تبحث عنهما، السفن، تبحث، وكل مؤسسة حكومية وخاصة، فرضت على موظفيها، البحث عن المفقودين، فقد عادا بعد غياب، كانا في عرض البحر، 10 أيام بلياليها لا ماء ولا طعام، كانا يبلان ريقهما فقط، دعوات وصلوات بخشوع، ليلا ونهارا، لكن آمنوا بقضاء لله تعالى وقدره، فالحمد لله رب العالمين.

تحدثت الصحف ووسائل الإعلام، عن المفقودين في بحر العرب، اللذين جرفهما التيار وأدخلهما حدود باكستان، وإذ بسفينة صيد تجارية، لقيتهما حين لمح أحدهم، رجلان من بعيد وهما يلوحان بما في أيديهما من قماش، وفي الغالب، أنه مصرّ، والسفينة تقرب شيئا فشيئا، حتى لامست القارب.

ولله الحمد، وصلا وهما في أمن وأمان، وبعد تلق العلاج السريع، أثبت الطبيب أنهما في صحة جيدة.

كل ذلك بفضل الدعاء، دعاء الوالدين، ودعاء الأحبة، ودعوات الجيران، والأصدقاء والزملاء والمحبين بقلوب نقية نيرة، ومن ثم، بعد أيام عمت الفرحة ربوع عمان عامة وولاية جعلان بني بوعلي، ومناطقها، وقراها ونيابة الأشخرة خاصة بعودة علي وسالم.

زغاريد النساء لم تتوقف، وقرع الطبول كذلك لم تتوقف، فرحين بعودة أبنائهم، فحمدا لله وشكرا .

وقد وصلا أرض سلطنة عُمان، وتوجه المهنؤون، إلى صالة القادمين بمطار مسقط الدولي واستقبل الأهالي أبناءهم والمحبون، بالعناق، والشوق، فحمدا لله رب العالمين.

وأخيرًا.. إن الإيمان بالقضاء والقدر، والخوف والرجاء من المسلمات.

حفظنا الله تعالى، وحفظكم، وفي كل خطوة تخطونها، سلامة وأمان، ودمتم في حفظ لله ورعايته.