"تميم وسياف" وحب الوطن

 

حمد بن صالح العلوي

al3alawi33@gamil.com

 

ضجت صفحات التواصل الاجتماعي منذ يومين بخبر الطفلين"تميم" و"سياف" على عمل فريد من نوعه، تجسد ذلك عند الطفلين بأنه حب الوطن، وسأسرد لكم الحكاية من البداية: طفلان وكل منهما في يده مسحاة وعدداً من أكياس قمامة، رائحان وغاديان على شاطئ نيابة الأشخرة بولاية جعلان بني بوعلي، حيث رسما في مخيلتهما خطة عبقرية، لم ينفذها أحد، وما أحلاها من خطة، تُرجمت إلى واقع وهي "حملة نظافة امتداد شواطئ نيابة الأشخرة الجميلة بالأسبوع مرتين"، إيماناً منهما بالقول "النظافة من الإيمان".

لقد حفظ تميم وسياف تلك العبارة عن ظهر قلب وصمما أن يُعدا وينفذا برنامجا: يومان في الأسبوع يقومان بمفردهما بنظافة الشاطئ، وذلك إيمانا بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية وجماليات المكان التي هي مهمة الجميع، ولا تقتصر على فرد بعينه.

هذه الحملة تتوخى حماية البيئة الشاطئية من النفايات البلاستيكية وغيرها، ولقد حثنا الإسلام على نظافة المكان وألا نتشبه بأقوام ديدنهم عدم اللامبالاة، وأنهم لا ينظفون طرقاتهم؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: "طَهِّرُوا أَفْنِيَتَكُمْ، فَإِنَّ الْيَهُودَ لَا تُطَهِّرُ أَفْنِيَتَهَا".

وجهود تميم وسياف واضحة بينة، وعند تصفحي لموقع تويتر فورا تواصلت مع من كتب وغرَّد عن عمل الطفلين الفريد وهو ابن الأشخرة الناشط الاجتماعي (ابن غنام)، الذي قال: "حينما تتجسد غراس الخير وتتعمق مبادئ الإيمان وعشق إماطة الأذى والنظافة".

وتابع ابن غنام: "وعندما ترتسم في قلوب الصغار جماليات شواطئ الوطن وحب نسيم البحر وذهبية رماله، نجد أبطالنا الصغار (تميم وسياف) كبيران في المعاني والأخلاق والوطنية".

القارئ العزيز..

نتساءل.. هل يوجد على أرض هذا الوطن العزيز مثل تميم وسياف؟ الإجابة: نعم، وهي نماذج وطنية مشرقة.

ندعو الله أن يحفظ تميما وسيافا ويحفظ والديهما، وأن يحذو شباب عمان عامة حذو الأبطال الصغار، حفظنا الله وإياكم. وطريق الخير والنماء حليف عمان وأهلها.