من لسعيد؟!

 

حمد بن صالح العلوي

al3alawi33@gamil.com

 

حدثني "سعيد" أن له ابن، من مواليد 12 يوينو 2009، ومستواه الدراسي لا بأس به؛ حيث إنه يدرس في مركز الوفاء لتأهيل الأطفال المعاقين، ومرّت سنون وكبر الابن وأحس الوالدين أن ابنهما يحتاج إلى رعاية خاصة، فقررا قرارًا لا رجعة فيه، أن يخرجاه من المركز ويكون في البيت  تحت ملاحظة الأبوين أفضل.

فقد صار الابن في مرحلة المراهقة، والمركز فيه معلمات، وصار عمره الآن 13 سنة، أي أنه دخل في مرحلة جديدة. وتابع الوالد قائلا: أقسم بالله تعالى أنني في محنة، فلا أستطيع ترك عملي ووظيفتي، إنها مصدر رزقي ورزق عيالي، وأمه لا تستطيع العناية به، إنها ضعيفة، إن ابني يعاني من ورم في احدى كعب رجليه، ولم أترك طبيبًا ولا مستشفى إلا وبطاقة ابني الصحية في كل مستشفى ومركز صحي سواء كان حكومي أو خاص.

وآخر زيارة أمر أحد الأطباء احدى الممرضات، أن تداوي، رجل ابنه، إلا أن الألم يزداد، ففكر الأبوين، أن يأخذا ابنهما إلى احدى المراكز  الصحية أو مستشفى خاص، ويا هول ما رأت وصاحت الممرضة بصوت عال: انظر! إنها ديدان في رجل ابنك!

فأخذت تنظف وتنظف وتنظف ثم ربطت رجل الابن وشدت الوثاق.

وتابع الوالد: والله تعبت، إلى من ألتجأ؟ ألتجأ إلى الله وحده، فهو سبحانه مع كل مستجير، مؤمن بقول الله سبحانه "أدعوني أستجب لكم..." في ترددي لدائرة التنمية التابعة إلى الولاية، صرف لنا كرسي وبعد سنتين من عمر الكرسي، صارت عجلاته لا تصلح السير، فقد تهالكت، فذهبت إليهم ثانية ليصرفوا لي كرسي كهربيا، فوعدوني خيرًا، وإلى هذه الساعة لم نرَ الكرسي!

أيها القارئ العزيز..

في بلادنا عمان الخير، ولله الحمد، أناس يمتازون، بأخلاق فاضلة، وقلوب رحيمة، وأنفس تواقة إلى عمل الخير، ليسعدوا الناس.

وموقف آخر.. قبل أيام، نادى المؤذن لصلاة العصر، وبعد أن فرغنا من صلاة العصر ناديت (فلان) بأعلى صوتي باسمه، فلم يرد، ناديته ثانية، كذلك لم يرد، ثم همس أحد أصحابنا، قائلا: لا يسمعك، قلت : أعانه الله.

وبعد اللقاء معه، عرفت أن معه 4 بنات اثنتان في المرحلة الجامعية والاثنتان تدرسان في الثانوية، وأن حالته المادية، ميسورة، إلّا أن في بعض الأيام، تتعثرحاله، ويمر في ضيق، ولايستطيع تدبير أموره، ولسان حاله يقول : الحمد لله..

وذات يوم قال لي: أود شراء سماعة، لأسمع الناس، وكثير ما أجلس مع نفسي محدثًا إياها من يعينني؟!

القارئ العزيز..

من للمستضعفين.. أمثال سعيد ومن هو على شاكلته؟