مدرين المكتومية
من خلال متابعتي لبرنامج "رامز في الشلال"، لا يمكنني سوى أن أقول إن البرنامج -على البعد والمستوى الإعلاني- ناجح وبكل المقاييس؛ حيث تصل مدة عرض الإعلانات خلال متابعة البرنامج إلى ما يقارب الـ20 دقيقة، وكل ثانية يمكن احتسابها بثلاثة آلاف دولار، كما أن هناك إقبالا كبيرا من الجماهير على قنوات اليوتيوب؛ فمقطع واحد يصل لملايين المشاهدات، فهذا يعني أن البرنامج ناجح.. السؤال هنا: لماذا تنجح البرامج التي تتعمَّد تعريض الضيف لتخويف والترهيب؟ هذا يعني أنَّ ذائقة الجمهور تغيرت، فبعد أن كنا نضحك على المواقف الطريفة في زمن الكاميرا الخفية، بتنا نضحك على التصرفات التي يمكن اعتبارها تصرفات "سادية"، فلابد أن يكتمل نجاح العمل الفني بالبُعد الإنساني والحفاظ على الإنسان وكرامته، وعلى كل فنان يعلم أنه سيكون عُرضة للخديعة مقابل مبلغ مالي أن يتوقف عن ذلك؛ لأن المال بكل تأكيد سيأتي إليه بطريقة أفضل، خاصة وأن الفنان أو ضيف البرنامج يتم إقراره وإمضاؤه على عقد ينص على عدم إفصاحه وفضحه للمقلب بعد التصوير.
ما الفائدة من كل هذه الأموال وملايين الدولارت المهدورة مقابل "كوميديا مصطنعة". وفي المقابل، نستفيد من هذه الملايين في تطوير الدراما العربية وتأهيلها للمنافسة خارج الحدود العربية، فالدراما التركية والصينية والهندية والأمريكية والأوروبية... وغيرها تأتينا عبر شاشات التليفزيون ونتابعها ونستمتع بها وبأحداثها لأنهم اجتهدوا في تقديمها والعمل عليها.