اقتصاد أخضر.. تنمية مُستدامة

مدرين المكتوميّة

 

ينطلق اليوم منتدى عمان البيئي في دورته الثالثة التي تحمل عنوان "الاقتصاد الأخضر.. مستقبل التنمية الآمن"، بمشاركة خبراء ومختصين من داخل السلطنة وخارجها.

والمنتدى منذ انطلاقته في دورته الأولى، واللجنة المنظمة تضع نصب أعينها أن يكون حاضنة نقاشية لمختلف الجهات المعنية بقطاع البيئة، وأن يكون منصة تجمع المختصين والمهتمين بالشأن البيئي ليس فقط ليتناقشوا حول قضايا البيئة والتغير المناخي وغيرها، بل ليخرجوا بحلول يتم تطبيقها على أرض الواقع، كل حسب إمكاناته وجهوده. ومن المميز في المنتدى أنّه يجمع الخبراء ويستضيف في كل دورة ضيوفًا من خارج عمان ليقدموا تجاربهم وأفكارهم ورؤاهم حول ما وصلوا إليه وما يجب علينا الوصول إليه وتحقيقه في الأعوام القادمة على مستوى الارتقاء بجهود حماية وصون البيئة، لنحقق بذلك التنمية المستدامة التي يأملها الجميع.

وفي دورة هذا العام يمكننا القول إنّ المنتدى وضع قدما راسخة بين المنتديات والمؤتمرات المهتمة بقطاع البيئة، ليس داخل السلطنة وحسب بل أيضًا على المستوى الإقليمي والدولي، في ظل المشاركات الدولية المميزة التي تحرص على تقديم أوراق عمل متميزة، علاوة ما يتحقق من اهتمام واضح من قل العديد من المؤسسات للمشاركة وتسجيل الحضور في المنتدى. كما إنّ المنتدى بات مرجعا مهما للكثير من الدارسين والباحثين الراغبين في التعرّف على مستجدات القضايا البيئية، وهو ما نلحظه من حضور لافت من قبلهم في الجلسات النقاشية وإسهاماتهم ومدخلاتهم خلال هذه الجلسات، فضلا عن حرصهم على حضور ورش العمل المصاحبة للمنتدى والتي يقدمها الخبراء والمتخصصون.

مثل هذه الفعاليات ليست فقط منصة لتقديم فكرة وطرح محاور ليتم دراستها والتشاور فيها ومعرفة ما الذي تحقق وما الذي لا يزال قيد التحقق، إنّما تأتي مثل هذه المنتديات أيضا لتوجه كلمة شكر وتقدير للجهود المبذولة من قبل الكثير من مؤسسات الدولة العامة والخاصة، إضافة إلى الشخصيات التي أثرت العمل البيئي بأطروحات متميزة وتفانٍ في العمل، ولذلك حرصنا في منتدى عمان البيئي هذا العام أن نكرم اسم الراحل الدكتور محسن بن مسلم العامري الذي وافته المنية قبل أشهر قليلة، وهو في أوج عطائه، فقد رفد المكتبة البيئية العمانية بنحو 13 عملا علميا مطبوعا، وكان عضوًا فاعلا في جمعية البيئة العمانية، وشغل عضوية المجلس التنفيذي الحالي للجمعية، وشغل رئاسة مشروع الجمعية لحماية أشجار اللبان في ظفار. ومثل هذه الشخصيات يجب أن تكون حاضرة حتى في غيابها ورحيلها، على الأقل بذكراها الطيبة وبما قدمته من أعمال تخدم البيئة والمجتمع. ولذا يتحوّل هذا المنتدى ليكون منارة للقطاع البيئي، يسلط الضوء على الأدوار والإنجازات التي كان لها الأثر الفاعل والدور الكبير في خدمة القضايا البيئية والمجتمع بشكل عام.

إنني أدعو جميع المهتمين بالشأن البيئي أن يشاركونا في الدورة الثالثة من المنتدى والتي ستناقش دور الاقتصاد الأخضر في الوصول إلى مستقبل التنمية الآمن، وسيناقش الخبراء والمختصون العديد من القضايا ضمن محوريين رئيسيين؛ الأول يستعرض آليات "تخضير الاقتصاد وبناء الثروات" أمّا المحور الثاني فيتناول "الاستثمارات الخضراء والفرص المستقبلية"، ولتحقيق  الفائدة والتأكيد على الاستفادة القصوى من المنتدى، فإننا في هذا العام ننظم ورشتي عمل؛ الأولى بعنوان "نحو تنمية اقتصادية خضراء"، والثانية بعنوان "الاقتصاد الدائري.. تحويل النفايات إلى موارد استثمارية". وهاتان الورشتان من شأنهما أن تمثلا إضافة نوعية، من خلال التعريف بالاقتصاد الأخضر والمنافع المتحققة من تطبيقات في مختلف القطاعات ومجالات العمل، وما الذي يجب علينا اتخاذه من خطوات خلال المرحلة المقبلة لضمان تحقيق التنمية المستدامة وتنويع مصادر الدخل الاقتصادي، دون أن يؤثر ذلك على جهود حماية البيئة.