حديث العقل

 

سارة البريكي

sara_albreiki@hotmail.com

 

هب أنك إنسان مناضل مجتهد طموح، هب أنك الأفضل والمؤثر الأقوى انظر إلى حجم النجاحات التي حققتها ابتسم بعمق وتنفس الصعداء ولا تلفت لأولئك الذين يغردون خارج السرب أولئك الذين يدافعون دفاعًا مستميتاً عن أنفسهم أمام الآخرين أولئك الذين يحضرون من يتحدث نيابة عنهم والذين يبحثون عن الدعم دائمًا لأنهم ببساطة ليسوا أكفاء فهم لم يصلوا يومًا بإرادتهم إنما صعدوا ذلك السلم على أكتاف الآخرين وعندما خيل لهم أنهم وصلوا تركوا تلك الأكتاف التي ساعدتهم للوصول ولكن الآن سوف يسقطون في قاع البئر لأنه لا توجد أكتاف لمساندتهم فما انتهى مات وما مات كأنه لم يكن .

بعض الشخصيات تحب أن يسلط عليها الأضواء وتخاف أن تنام والضوء خافت فهي تناضل من أجل البقاء في الضوء وفي الواجهة وفي المقدمة وحتى لو كانت خواء وذات هشاشة في التفكير ومن مثل هذه الأشكال سوف تسقط تباعاً ويسقط قناعها المزور، لكن الغريب في الأمر هي كمية التصفيق والتطبيل التي تمر بتلك الموجة التي تعبر وتلك الغيمة العابرة وتلك النجمة المزورة وتلك الهالة السوداء والأدهى أنها تأتي مدعومة من قبل شخوص لهم وزنهم ومكانتهم في المُجتمع.

أحياناً تقف حائرا ومصدوما ومكتوف اليدين جراء ما يمر أمامك من مشاهد وخزعبلات أجراها البعض ذلك المسنود وذو التطبيل والتصفيق ذلك الذي أحب المنصب ولم يرضَ التنحي عنه مطلقاً إلا أنه ظل متشبثا به لأنه ومن وجهة نظره الضيقة أنه الأفضل ومن محدودية نظرته فهو لا يريد أن يُغادر المكان ومن الأفعال التي يقوم بها وتكالبه عليك وعلى مكانك الطبيعي يفقده السيطرة على التحكم بأعصابه يجعله ثائراً غير قادر على كبح جماح نفسه وعقله الباطن.

إنَّ السفينة التي تسير في البحر إن خرقت من مكان واحد صغير وبسيط قد تغرق غرقاً يذهب بها إلى القاع ولن تكون لها باقية كذلك ذلك المهووس بنفسه وأنه الأفضل وأنه المدعوم ثغرة واحدة تجعله يدفع الثمن كبيرا .. وعاليا .. ذلك المتربص بالآخرين والذي يسابق الآخرين ليكون في المقدمة إلا أن أفكاره لا تخرج من محيطها فهو لايزال ذلك الشخص الذي صعد على أكتاف الآخرين والتف حول رقبتهم وحاول أن يهلكهم إلا أن الله لم يتركهم وكان له بالمرصاد .

من أبشع الأمور التي يمارسها البعض هي ممارسة الظلم في شهر رمضان المبارك فهذا الشهر هو شهر الخيرات وشهر المودة والألفة والتعاضد والإخاء .

إلا أن البعض انتهك حرمة هذا الشهر الفضيل ونسي أنه حتى ولو أحضر شفيعه اليوم عنده فعند الله تجتمع الخصوم وكلمة الله هي العليا والله لن يخذل عباده أبدا وسيقف معهم مهما حشدت ما حشدت من جموع فالله جل وعلا عظيم وواسع وعنده ملكوت السموات والأرض وإن استطعت أن تمرر ما تريد تمريره لدى المسؤولين فالله يعلم كل ما أنت متجه نحوه ولن ينصرك .

إن اختلاف الثقافات وتعددها في مختلف البيئات قد يكون سلبيًا في أغلب المواقف فكما أن هناك من ثقافته التعاون والتشاور هناك من ثقافته الهدم والتعنت وعدم القبول بآراء الآخرين.

فلنكن بعيدا عن هكذا محطات ولنبتعد عن الشُبهات ولنسمو لنصل ولنترك ما يعكر صفو التعاون والتشاور ولنكن مثالاً يحتذى به وعن الذين ظلمونا سنقول: وعند الله تجتمع الخصوم وعند الله لا تضيع الحقائق وعند الله سنقف وكل إناء سيدلي بدلوه وسيخرج ما في جعبته فإن كان ساعياً للخير سيستمر وسيبارك الله المسيرة.