4 أوراق بحثية في ندوة "أهمية الفلسفة ورسالتها في العصر الحديث" بجامعة السلطان قابوس

 

 

مسقط - خديجة العبرية

نظمت جامعة السلطان قابوس أمس الأربعاء ندوة بعنوان "أهمية الفلسفة ورسالتها في العصر الحديث" بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" سعيًا للتوعية بأهمية الفلسفة وتشجيعًا للناس على تبادل التراث الفلسفي وتوطيدًا لمفاهيم السلام، الحوار، التسامح، التعايش والتنوع الثقافي في العالم.

تضمنت الندوة التي أدارها الدكتور نور الدين الشابي أستاذ مساعد في الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، عرضًا لأربع أوراق علمية.

ناقش الورقة الأولى الأستاذ الدكتور سمير إبراهيم حسن، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بالجامعة والتي جاءت بعنوان "أهمية الفلسفة" محاولًا الدفاع عن فكرة الفلسفة من خلال مواجهة الفهم العامي والساذج ومواجهة الانتقاص من قيمة الفلسفة. وذكر الدكتور سمير أنّ الفضاءات العملية والتكونولوجية المترامية الأطراف "أخذت تعمي الأبصار والأفئدة في وقتنا الحاضر وتوحي للناس أن مهمة الفلسفة كأم قد انتهت وأنها ليست من صنف العلوم النافعة" مشيرًا إلى أن الفلسفة قد سُميت سابقًا بالعلم النظري وأن الفيلسوف كان طبيبا وفلكيا ورياضيا وفيزيائيا.

وتناولت الورقة الثانية موضوع "الفلسفة والفكر النقدي" والتي تحدث خلالها الدكتور أحمد يوسف أستاذ النقد الأدبي بالكلية ذاكرًا المبادئ الثلاثة التي ينهض بها النقد بوصفه "ممارسة فلسفية" وهي: المبدأ المعرفي، المبدأ الجدلي، ومبدأ الحرية. كما تعرض الورقة (أهمية التفكير النقدي وأهدافه في الفكر المعاصر، حدود العقل النقدي، العقل النقدي وإشكالات المنهج، النقد المنهجي في مواجهة أشكال أخرى من النقود، النقد العقلي ومسألة اللغة، الفكر النقدي والإبداع وأخيرا الفكر النقدي في مواجهة الأصوليات والتطرف بجميع أشكاله).

فيما تحدث الدكتور محمد سيد حسن، أستاذ مساعد في الفلسفة بالكلية حول "الفلسفة بين واقعية العلم ومثاليته: الفلسفة وبناء النموذج" طارحًا سؤالين للإجابة عنهما هما: (في ظل الثقافة كيف ينظر الباحثون العرب للفلسفة؟ وكيف يمكن أن تسهم الفلسفة في إحداث نقلة في تجديد المعرفة؟) مشيرًا إلى أن العقل العربي هو عقل دوجماطيقي متشدد بتطبيق المنهج العلمي معتبرا أن المعرفة تكمن في اتباع خطوات المنهج العملي وحده. وذكر أن الفلسفة تستطيع "دفع حركة العلم وتجديد دماء الفكر العلمي" باستخدام فكرة النموذج العلمي.

وجاءت الورقة الرابعة تحت عنوان "بين الفلسفة والعلوم الطبيعية" متحدثًا خلالها الدكتور حسن بن أحمد اللواتي، من وزارة الصحة، ذاكرًا أنّ الطالب الذي يتخصص في العلوم الطبيعية يجد نفسه "غريبا" في عالم الفلسفة في حين أن الفيلسوف يحس نفسه "أميًا" في أبجديات العلوم الطبيعية. ويرى الدكتور اللواتي أن ما تقدمه الفلسفة للعلوم الطبيعية هو إثبات موضوع العلم ونفي التناقض وتقديم قاعدة العلية وتمييز الحالات المخالفة للحدس العام والعقل من الحالات التي تخالف الحدس العام ولكن لا تخالف العقل. أمّا الطبيعيات فتقدم للفلسفة نافذة على العالم الطبيعي بتأكيدها على أهمية الحواس ومساعدتها في بناء التصورات من خلال الاستعانة بالحس.

تعليق عبر الفيس بوك