التشويه في الدراما

 

يوسف البلوشي

 

حتى الدراما في رمضان بجميع القنوات المتنافسة لم تخل من العراك والصراعات، بل جاءت لتخلق انقساما في الفكر بين مؤيد ومعارض وصامت، وتغيّرت لدرجة أنّ خِفاف البرامج في رمضان التي يفضل أي مشاهد متابعتها جاءت جالدة للذات، بل وتختبر فكر وقيم الرأي العام في الشارع في عدة برامج لدرجة أنّه يتم فيها التنكيل بالممثلين وركلهم من أجل أن تخرج الصورة للمشاهد العربي ممسكا بقلبه وفؤاده من آلام تعتصر الحياة العربية.

رمضان هذا العام رغم روحانيته وجماله الإيماني إلا أنه استوجب من اراد أن يعيشه بكل تفاصيله عليه أن يغلق كل الأجهزة الإلكترونية وينقطع عن هذه البرامج ويروي اتصاله بالذكر الإيماني في رمضان بعيدا عن مهاترات القنوات.

حمم المنطقة سواء الخليجية والعربية أثارت أجواء مشحونة بالسلبية على الجميع لدرجة أنّ الفكر الخليجي والعربي رمى بكل القيم العربية التي طالما تمسك بها طول السنين ليبيعها أمام كاميرا القنوات والدخول في تيار رد التأثير المضاد لرسائل البرامج التلفزيونية.

مسلسلات مشحونة مثل غرابيب سود الذي جاء لجلد الذات وللأسف يدخل في كل بيت ويكرر في الأوقات ليدخل رغما عن الجميع في بيوت الكل ليكون طبق المشاهدة ويا للأسف ما يعرض فيه والخوف الذي يثيره من تأثير رسائله على الفكر العربي والأطفال والشباب وغيرهم وخاصة ما يحويه من كمية رسائل سلبية عن صورة المرأة العربية التي شوهت في هذا البرنامج.

وبرنامج آخر تحت اسم الصدمة والذي من اسمه المشحون يحمل كميات من المواقف السيئة التي تختبر المشاة والعابرين والمارين على الألم العربي، مشاهد يجب ألا تمر حتى بالصدفة أو بالصدمة على المشاهد الذي طالما ذكر في كل قنوات العالم بالمشاهد الكريم، أيعقل أن تختبر النخوة العربية والأخلاق الشماء أمام مواقف تمثل أمام الناس تحت ستار الفكاهه والضحك بل واستغلال عاطفة المشاهد.

ومن بعيد يأتي برنامج المقالب الذي أثار الجدل تحت اسم رامز تحت الأرض وهو فعلا ضرب بكل القيم وبروح المشاهد العربي في الأرض بل ومسح بعقولنا ومسخ أفكارنا بوحل الأرض الذي مثل فيه، في ردود أفعال وكلمات نابية تخرج من الذين يفترض أن يكونوا ملوك الرسالة السامية في الفن الجميل والآداب الصافية، ألفاظ تخرج كردود أفعال لتصرفات من كان له باع طويل في سلب عقول المشاهدين بالإعجاب ليترجل عن صهوه الأخلاق والتقاليد والأعراف إلي وحل الشتم والسباب والمذمة أمام مرأى عشاق الشاشة العربية.

هذا العام جاءت معظم البرامج المختلفة في القنوات التلفزيونية المختلفة وسط هالة الترويج والدعاية لتتنازل عن عباءة القيم التي جاءت بها في أول ظهور لها، لتزيد أوجاع المواطن العربي وتعمق الجروح الغائرة في الشعوب العربية الجريحة.

اختلفت موازين البرامج الثقافية مستغلة شهر رمضان الكريم والتفاف المواطن العربي على شاشات التلفاز في تمرير الرسائل السلبية والبرامج التي تطحن العقول العربية بل وتمحق الفكر العربي إلى الدرك الأسفل والنزول به إلى مهاوي الردى.

وأصبح الخوف على الأجيال القادمة يكبر مع كبر الهم العربي والوجع الكبير ليمرر من يمتلك وسائل الإعلام المختلفة أجندته وبضائعه الفاسدة في حالة يرثى لها، فكل الحذر من القادم وعلى مستقبل الأجيال القادمة.