صعود بلا طعم وهبوط مرير

حمود بن علي الحاتمي

مع تولي الإدارة الحالية لنادي الرستاق قبل أربع سنوات أعلنت تحديها بعدم البقاء في الدرجة الثانية بحجم نادٍ يحمل اسم الرستاق العريقة، وحان الوقت بأن يكون بين الكبار، مع هذا التحدي كبرت أحلام جماهير العنابي ولم يمض سوى موسم واحد حتى صار بطلاً للدرجة الثانية بعد أن تعاقد مع المدرب القدير مصطفى السويب ولعب في الدرجة الأولى، وصار منافساً ولعب الملحق وخسره من صحار بصعوبة، وفي العام التالي نافس بقوة حتى توّج ببطولة الدرجة الأولى وأعلن صعوده لدوري المحترفين؛ دوري الأضواء والشهرة لأول مرة منذ إشهاره.

لم تجرِ إدارة النادي أيّ تغييرات في الجهاز الفني حيث جددت الثقة فيه مع تطعيم الفريق بلاعبين كانوا عالة على فرقهم، وتعاقد مع محترفين لم يكتب لهم النجاح بقي من بقي وهرب من هرب.

لم يفز الفريق سوى في ثلاث مباريات، وتلقى خسائر وهذا يعكس حجم مدى تكوين بنية الفريق في جميع الخطوط فلم يظهر سوى عصام البارحي هداف الفريق مع أنّ المدرب لم يمنحه الفرصة إلا بعد هروب السويدي سوني.

مع نهاية الدوري ترك السويب منصبه في حالة أشبه بالهروب دون إعلان عن ذلك، ويتولى الوطني محمد البلوشي قيادة الفريق والذي تصعب مهمته حيث يتلقى الفريق هزائم بالأربعة.

تأتي مباراة الخابورة ويفجر البلوشي قنبلة الموسم ويعلن عبر برنامج الدكة التلفزيوني عن تواطؤ بعض اللاعبين وتسببهم في هزيمة الفريق أمام الخابورة في سابقة للكرة العمانية ويرافق ذك الإعلان عن هبوط الفريق إلى الدرجة الأولى لتنتهي معها حكاية العنابي في مشهد حزين ومؤلم وكما يقال المصائب لا تأتي فرادى.

كان ذلك الصعود السريع في ظرف أربع سنوات غامض للمتابعين ولكن كما يقال الصعود سهل لكن البقاء أصعب لأنّ صعود الفريق لم يكن ببناء متين بل هو أشبه بالسكن في الشقق الفندقية، حيث يتم شراء لاعبين لكل موسم، وحينما لا تجد المال تعود من حيث أتيت.

هذا هو باختصار حكاية صعود الرستاق وهبوطه بعد أن توفرت للإدارة الحالية المادة التي تركتها الإدارة السابقة لم تجد في شراء لاعبين (نص عمر) لكل موسم ولكنها لم تدرس وتذاكر وتستوعب دوري المحترفين واستيقظت على حقيقة أنّ كل عملهم كان سرابًا؛ فلا مدرب لديه القدرة على مقارعة مدربي الفرق الأخرى ولم يتعلموا أنّ لكل زمان رجاله ولا لاعبين لديهم الولاء للعنابي لتخرج من المشهد بعدم ترشحها للإدارة القادمة.

أعلن قبل أيام عن إغلاق الترشح للإدارة القادمة وقد ترشح لها عدد من شباب الولاية بعضهم من الإدارة الحالية وبعضهم كانوا في إدارات سابقة، ولعلّ الوجه الجديد هو رجل الأعمال الشيخ المهندس أحمد المزروعي على رئاسة النادي وينافسه لاعب النادي السابق وعضو المجلس البلدي حاليا الأستاذ إبراهيم السالمي

والمفاضلة بينهما صعبة لكون النادي يحتاجهما معًا.

 فالأول في الجانب الإداري والاقتصادي كونه يملك خبرة ميدانية في الشركات الكبيرة، والثاني يملك خبرات رياضية وإدارية متراكمة في نادي الرستاق وفريقه الأهلي، وهما عينان في رأس واحد.

أي كان الفائز منهما عليه أن يطرح خطة عمل واضحة تعيد بناء النادي من جديد، فما كان لم يبق منه سوى الذكرى فلا توجد فرق للمراحل السنية يعتمد عليها ولا كوادر فنية من الولاية طورت ولا حتى إدارية. فبناء الفريق يمر عبر مراحل تبدأ بالمراحل السنية وتطوير الجوانب الإدارية والفنية لكوادر النادي يرافقه عدم استعجال في النتائج إذا ما أردنا أن نعيد البناء من جديد.

الرستاق تمتلك مقوِّمات كرويّة واعدة فالفرق الأهلية المنتسبة للنادي معظم ملاعبها معشبة، وبها نسبة كبيرة من ممارسي اللعبات المُختلفة، وله جمهور متعطش لكرة القدم والألعاب الأخرى، فقط يجب أن تدرس الإدارة القادمة هذه المقومات وتبني عليها عملها.

الإدارة القادمة عليها أن تبني لجانا فاعلة من خارج الإدارة تعينها على العمل الجاد مما يخلق شراكة حقيقية مع الجميع ويلغي إدارة القطب الواحد الذي ظل سائداً وكانت هذه نتائجه.

نقول للإدارة الحالية شكراً لكم.. عملتهم فاجتهدتم فأخصلتم؛ لكن لم تنجحوا، فشكر الله سعيكم، وأهلاً بالإدارة القادمة أيا كانت الأسماء؛ فالعمل ثم العمل المخطط الذي يقوم على أسس سليمة وبناء متين هو ما ننشده.

[email protected]

الأكثر قراءة