صداع مُزمن.. و"بندول" مؤقت!

الرؤية ـ المعتصم البوسعيدي

يُمثل الصداع هاجسا لأغلبية الناس إن لم يكن كُلهم، وعلى الأرجحِ فإن الصداع ثيمة مُراجعي المستشفيات والعيادات والمراكز الصحية، أما الصداع المُزمن فيدل عليه "الشكوى المستمرة خلال مدة ثلاثة أشهر على الأقل ولمدة أيام مُتتالية تصل إلى 15 يوما في الشهر".

الصداع المُزمن يتجلى في العديدِ من القضايا المُجتمعية، ومختلف الجوانب الحياتية، وبالتأكيد الرياضية منها، ولعلَّ الصداع المُزمن الأكثر تكرارًا في السنوات الماضية وحتى الآن في كرة القدم العُمانية ذاك المعني بمشاركة الأندية العُمانية في البطولات الآسيوية والتي كانت آخر مشاركاتها ـ ولا زالت ـ مشاركة أندية السويق وصحم في كأس الاتحاد الآسيوي لهذا الموسم، مع العلم بإن بطولة الاتحاد الآسيوي الأقل درجة ـ ودرجات ـ عن دوري أبطال آسيا، والنتائج ليست في حاجة لتحليل وتفسير سوى تواصل التمثيل السلبي؛ فظهر السويق وصحم بلا حيلة منهما ولا قوة!!.

وبمنطق المتعارف والمتفق عليه "علاج أي مرض تشخيصه أولاً"، ولأنّ الصداع المُزمن مرض مُشخص ومعروف السبب والعلاج؛ لذا دعونا نُماثل علاجه لعلاج هذا الصداع الكروي المُزمن، وسأتحدث عن المشاركات باعتبارها المريض، لذلك سأقول بناء على التشخيص الطبي: "يجب أن يخضع المريض ـ أي المشاركات ـ إلى عدّة إجراءات للكشف عن مسببات الصداع لتحديد نوعه، ويطلب الطبيب ـ الذي يمكن أن يكون لجنة من الفنيين والإداريين وربما الأكاديميين ـ أقول يطلب من المريض إجراء صور إشعاعية لحالة الكرة العُمانية بشكل عام، كما يطلب من المريض إجراء فحوصات تخصّ الأندية ووزارة الشؤون الرياضية والاتحاد العُماني لكرة القدم؛ للتأكد من عدم وجود مشكلة أو خلل وبالتالي الإصابة بالصداع، مع اليقين بوجود المشكلة وتعديها مرحلة الوقاية إلى حالة المرض وبالتالي البحث عن العلاج الذي نحن بصدده.

كيف نتخلص من صداع المشاركات السلبية؟!؛ يتأتى ذلك بتناول العقاقير الموصوفة، وأخذ المضادات اللازمة واستخدام الطب البديل، لذا ـ فعليًا ـ نحتاج عقاقير تقنن المشاركات إن تسمح أنظمة الاتحاد الآسيوي على المدى القريب في أقل تقدير، ثم نستخدم مضادات تتكون من تجويد إدارات الأندية، والاستعداد البدني والذهني قبل بداية الموسم وأثناء سير البطولة، وإيجاد تكاملية عمل مع الاتحاد لجدولة واضحة لأجندة الموسم، إضافة لزيادة الدعم المالي من قبل وزارة الشؤون الرياضية، والتحكم في التعاقدات الواضحة دون العشوائية؛ بعدم السماح للتعاقدات بنظام مختبرات التجارب للأجهزة الفنية واللاعبين، أما الطب البديل الذي يجب اتباعه فيتمثل في "التفكير خارج الصندوق" وابتكار الحلول مثل إكساب الإدارات واللاعبين الثقافة التنافسية، ورفع الروح المعنوية وخاصة من خلال جلسات مع مختصين في الجانب النفسي، وتوفير بيئة أسرية مع ضرورة حل مشاكل اللاعبين حتى خارج أورقة النادي دون إفراط أو تفريط، وإعطاء جرعات في الطاقة والاسترخاء والتركيز والتأمل، وأجدني أتفق لطرح موجود في الوسط الرياضي يتبنى إن الإشكالية ليست في قوة البطولة بالنظر لمستوى أنديتنا، وإلا لكان هناك قناعة بالنتائج؛ بل الإشكالية في تساوي وتكافئ حال أنديتنا مع باقي أندية الدول المشاركة مع فارق النتائج.

الحديث يتكرر كل عام، مع كثرة "الاتهامات" وتعدد "الفتاوي" وعدم صدور "الأحكام"، "ولا جديد تحت الشمس" فتظل الشكوى من الصداع المُزمن، ويستمر علاجنا دون استشارة طبية "خذلك بندول" وللأسف "بندول" مؤقت قبل أن "تعود حليمة لعادتها القديمة"!