"ربح البيع يا ..."

 

 

المعتصم البوسعيدي

لا يوجد حدث رياضي مهما كانت هالته الإعلامية يمكن أن يغطي على أحداث وبطولات الأراضي الفلسطينية، بل إنّ كل الأضواء والأصداء العالمية والقارية والعربية والمحلية المسلطة على المسابقات والبطولات الرياضية خفت بريقها مع كل انتصارات المقاومة والإنسان الفلسطيني الأبي الذي لقَّن العالم دروسًا مستفادة في معاني العزة والكرامة وقيم الإسلام الحميدة.

عندما يقال إنَّ غزة أسقطت الأقنعة، وكشفت المستور، وعرت الصهاينة والمتصهينين، فذلك قول حق، علاوة على وضعها لميزان التفاضل بين الناس والأمم؛ فلا يستوي داعم وراعٍ للكيان المحتل الجبان، مع مقاوم ومقاطع ومتعاطف وداعم لصاحب الحق والحقيقة، وبالتالي صفت كراسي الامتحان لنجوم الرياضة في اختبار سهل سقط فيه الأغبياء الذين باعوا القضية بالغفلة والتغافل والحياد في منطقة لا حياد فيها؛ فإما بيع رابح أو خاسر اشتُرِي بالذمم والمصالح.

"ربح البيع يا" أنور الغازي وكريم بنزيما ومحمد أبوتريكة وعبدالرحمن سامح وأُنس جابر وكانتونا ومخاشيف وأمير خان، وكل أبطال كلمة الحق ولو على حد سيف الرزق، وخاب بيع "اللي ما يتسموش" المتعاطفين مع قتلة الأطفال والنساء والشعب العزل، "وربح البيع يا" جماهير أندية جعلت مدرجاتها متشحةً بالعلم والكوفية ومثلث المقاومة، وخاب من باع نفسه مرضاة بشر وكيانات ظالمة مظللة، وخاب البيع أيها الصامت "الكيوت" يوم "رقصت على جثث الأسود كلاب".

يقيمون احتفالاتهم على مآتم الصابرين، ويدعمون داعمي قتلة الآمنين، ويغنون ويرقصون على مشاهد يندى لها الجبين، باعوا ضمائرهم بثمن بخس لا يساوي الطين، لكنهم لا يدركون ما هم عليه؛ فالكرامة تحتاج دمًا يتدفق من قلب فلسطين، وهم بعيدون -ويا حسرة بعدهم- عن فلسطين، لا حظ لهم في البيع ولا في الشراء، وهذا نجم الكرة الفلسطينية الشهيد رشيد دبور يركل كرته الأخيرة؛ فيهز شباك العالم ومرمى المجرمين والخائنين، "فلا نامت أعين الجبناء" والجهاد كلمة أفعالها "نصر أو استشهاد" وكلاهما تالله نصر وفتح مبين.