نادي الرستاق إلى أين؟

 

أحمد السلماني

أستميح القارئ العزيز عذرًا في أن أوجه بوصلة قلمي هذه المرة باتِّجاه النادي الذي أنتمي إليه لأنني امتلك منبرًا يُتيح لي كتابة رأي، وأن أتجرد قليلاً من مهنية الصحافة تنفيساً لما أكابده من غصة الظهور الباهت للرستاق في الدور الثاني من دوري عُمانتل للمحترفين، حيث لم يكن أشد المتشائمين من جماهير الرستاق يتوقع النتيجة التي آلت إليها مباراته مع نادي عُمان، خماسية قاسية ولجت شباك العنابي مع هدف شرفي لابن الرستاق المتفاني سهيل الشقصي فقط لتطمئن جماهيره بأنَّ العنابي لا زال يتنفس، ثم ماذا بعد؟ ما الذي يدور في كواليس وأروقة النادي بعد مُسلسل الخسائر هذا؟ أو تحديدًا، ماذا في خلد مجلس إدارته في قادم الأيام؟ وإلى أين يتجه الفريق الكروي؟.

أسئلة عديدة مؤكد أنها تدور في أذهان مُحبي النادي وليس جماهيره، فالأخيرة هجرته لأنَّها كغيرها، جماهير نتائج فقط، وأيضًا لأنّها ومما يؤسف له اختزلت في مجلس، ترك مهمته الأساسية واتجه إلى مناح أخرى غير الرسالة التي قام من أجلها أو ربما كانوا يعتقدون ذلك.

إنَّ الأزمة التي يمر بها العنابي ليست جمهور فقط على أهميته إلا أنها تراكمات لطالما حذرنا منها، ويبدو أنَّ سقف طموحات النادي لم يكن ليتعدى الوصول لدوري المُحترفين، وهنا نقول إنّه لم يكن سهلا حضوركم بين الكبار إن كان هناك من كبير في دوري المُحترفين أصلاً ولكن الأهم هو أن تبقى بينهم أو تنافسهم لترتقي إلى قمة هرم كرة القدم العُمانية، وكان من الأهمية لمجلس إدارة النادي وجماهيره استثمار الحضور الرائع للفريق في السنوات الأخيرة لتسجيل حضور قوي بالكأس الغالية والدوري ولكن أياً من ذلك لم يحدث لتدني سقف الطموحات.

واليوم وبعد السقوط المروع للفريق الكروي أمام نادي عُمان والذي كشف حجم المشاكل التي يعاني منها صار حرياً بمجلس إدارته التَّحرك وبشكل عاجل باتخاذ مواقف شجاعة وحاسمة تجاه الجهاز الفني وحتى اللاعبين كون الوقت ليس في صالح الفريق ولم يتبق من جولات الدوري سوى القليل ولو أنَّ هذه الخطوات كانت ضرورية منذ الظهور الباهت في الكأس لأنَّ الفريق بحاجة إلى هزة قوية وإنعاش سريع وهذا لن يتأتى إلا بالتغيير، ولنا في النادي الإنجليزي ليستر سيتي مثال بعد تنحية العجوز الإيطالي رينيري من تدريب الفريق انتعش واليوم هو بين الثمانية الكبار في دوري الأبطال وعاد لسكة الانتصارات بالبريميرليج، ومن هو رينيري، إنه هو من صنع الإنجاز التاريخي وغير المسبوق لليستر سيتي بالحصول على لقب الدوري، لكن يبدو أن الرجل وحتى الفريق كان هذا أقصى ما يُمكن الوصول إليه ولم يعد لديه ما يمنحه لهم، وهذا هو الحال نفسه في الرستاق، فكلنا يعلم أن إنجازات العنابي في السنوات الأخيرة ارتبطت بالمغربي مصطفى السويب الذي كان شجاعًا في قبول المهمة وتجاوز ذلك بأن صار ينتمي للرستاق ولاية ونادياً وجماهير، ونحن هنا لا نطالب بالتَّخلي عنه بل نتمنى أن يبقى مع النادي كمستشار فني على أن تسند بقية الجولات لمدرب آخر أو مساعده.

إنَّ هذا التغيير مطلوب وبات أمراً ملحاً لحين إعادة ترتيب الأوراق وضمان البقاء في الدوري ومن ثم فلكل حادثة حديث، ولقد بنيت مقترحي هذا عطفاً على ما لمسته وشاهدته من إمكانيات بدنية وفنية للاعبين ولكن علاقتهم بالمدرب ليست على ما يُرام وهناك حلقة مفقودة بين المدرب واللاعبين، فرغم تعليماته وصراخه في الملعب بلا صدى لدى اللاعبين كان السقوط المريع.

عمل كبير ينتظر إدارة النادي في الحفاظ على البنيان الذي شيدوه وملفات أخرى تحتاج إلى تسليط الضوء عليها وأهمها على الإطلاق توسعة رقعة الاستثمار والاهتمام بالفئات السنية بالنادي فهم ذخيرته فابن النادي إنما هو مقاتل في الملعب وليس لاعبا فقط.