الدرس العُماني في مسقط وماليزيا

 

 

أحمد السلماني

 

أيام عصيبة جدًا مرّت على منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بعد الخروج المؤلم من كأس آسيا، حالة من الجمود، استياء جماهيري وإعلامي غير مسبوق، واتحاد الكرة يعيش في عزلة تسببت فيها تصريحات غير مسؤولة زادت من عمق الهوة والأزمة، روزنامة التصفيات تطرق الباب، الاستحقاق كان مباراتين عنوانهما الأبرز كان "أكون أو لا أكون" المنتخب وسمعة الكرة العُمانية على المحك؟، الأحمر إما ان يفوز أو لا بُد أن يفوز، غير ذلك يعني "السقوط المروّع" جمود غير مستساغ، الجماهير والإعلام صبّا جام غضبهما على اتحاد الكرة، هذا الغضب له ما يبرره، الجماهير عاشقة لمنتخب بلادها والإعلام كان يحسب نفسه شريك أصيل، مؤسسة الاتحاد التزمت الصمت.

هكذا كان الوضع والمناخ العام، المشهد العام الجامد هذا كان لا بد من كسره، لا بد وأن يبادر أحد ما من الوسط الكروي في فتح نافذة أو حتى باب تتنفس منه الكرة العُمانية والمنتخب تحديدا واتحاد الكرة بشكل خاص قبل مباراتي ماليزيا.

هنا وبنية خالصة، ولأنها تتبنى صيغة "إعلام المبادرات" كسرت جريدة الرؤية هذا الجمود، وبادرت بتنظيم ندوة دعت لها كل من له علاقة بكرة القدم العُمانية والمنتخب، الوزارة المعنية، اتحاد الكرة، رؤساء الأندية، الإعلام الرياضي، مؤسسات وأفراد، شخصيات رياضية وعامة رابطة المنتخب وفتحت الباب للجماهير، تحدّث في الندوة أكاديميون متخصصون، فنّدوا المشكلة وطرحوا الحلول وحفّزوا الجميع للوقوف خلف المنتخب، اتحاد الكرة كان شجاعا وعلى لسان أمينه العام أعلن وبشكل صريح التقدير العالي للجماهير العُمانية الوفية وبأنَّ الإعلام شريك أصيل في تقديم الدعم للمنتخب.

على مدى 10 أيام منذ الإعلان عن الندوة وحتى بعد إقامتها نال الجريدة ما نال من القدح في ذمم ونوايا القائمين على القسم الرياضي بها، ولكن إدارة الجريدة والمنظمين كانوا مؤمنين بعملهم والهدف الأسمى من إقامتها، عودة الروح لمفاصل المنتخب وقد كان، مبادرات غير مسبوقة من اتحاد الكرة وتحركات في كل اتجاه، الإعلام الرياضي المسؤول مؤسسات وأفراد أعلنوا صراحة الوقوف التام خلف المنتخب وعدم التخلي عنه.

عادت الجماهير الحمراء لمدرجها واهتز مجمع السلطان قابوس الرياضي هنا في مسقط وظهر لاعبو منتخبنا بروح جديدة؛ بل هو "البعث الجديد" لسامبا الخليج، فوز مستحق في مسقط كنا بحاجة إليه أمام منتخب متطور وعلينا مواجهته مجددا بعد 5 أيام على ملعبه وأمام جماهيره المتسلحة بـ"الألتراس" المخيف، لكن هيهات، برازيل الخليج عاد من جديد وعادت معه متعة الأداء ونغمة الانتصار.

هنا ليست نهاية القصة بل هي البداية، علينا غلق ملف أصعب مباراتين بالتصفيات والبناء على العمل الكبير الذي صاحبهما خاصة من اتحاد الكرة، لدينا اليوم مدرب شجاع، لم يتراجع عندما تقدّم على الخصم وفي عقر داره، وتوليفة جميلة جدا من اللاعبين الأفذاذ، أعادوا لنا الزمن الجميل وذكريات متعة "سامبا الخليج".

وإلى اتحاد الكرة نقول، لا نعرف متى ظهر ما يسمى بالشريك الإعلامي، من وقف مع المنتخب واتحاد الكرة كل أطياف الإعلام الرياضي، مؤسسات وأفراد، لذا أتمنى عليكم مراجعة الأمر واعتبار الجميع شركاء للمنتخب الغالي، لا زلت أتذكر الكلمات الرائعة التي باح بها عملاق حراسة المنتخب، إبراهيم المخيني للإعلام الرياضي مثمنا وقفته والجماهير مع المنتخب.